صدرت عن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافية ايسيسكو دراستان جديدتان بالعربية والانجليزية والفرنسية، للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة. تتناول الدراسة الأولى التي تحمل عنوان (مفهوم التنوير في التصور الإسلامي) مفهوم التنوير لغة واصطلاحا، وتتبع نشأته وسياقه التاريخي، وتبين معناه في القرآن الكريم، كما تقدم المفهوم الإسلامي للتنوير، وتخلص الدراسة إلى بيان دور التنوير الإسلامي في مواجهة الواقع. ويؤكد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري في دراسته، أن التنوير الإسلامي في مواجهته للواقع المعيش في العالم، لابد وأن يتجه الوجهة السليمة، حتى يؤدي الهدف منه، فهو ليس عملا فكريا ونشاطا ثقافيا فحسب، ولكنه إلى ذلك كله، حركة وثابة على طريق تصحيح المفاهيم تصحيحا رشيدا عميقا وشاملا، يرد الحق إلى نصابه، ويدرأ عن المعاني والدلالات ما شابها من تحريف وتزييف وتزوير، ومن غلو وتشدد وتنطع، وعقد العزم على إشاعة قيم الخير والسماحة والمحبة والتعاون والتضامن في المجتمعات الإسلامية، وإعلاء شأن العقل المهتدي بنور الإيمان ورفع منزلته، والحث على طلب العلم والعمل على اتخاذ مناهجه وأساليبه ووسائله سبيلا إلى النهضة الحقيقية. وتحمل الدراسة الثانية عنوان (العولمة والحياة الثقافية في العالم الإسلامي)، وتنطلق من تحديد مفهوم العولمة ودوائرها، وتتناول مجال العولمة الثقافية، ثم تنتقل إلى دراس مواجهة العالم الإسلامي للعولمة الثقافية، لتخلص بعد ذلك إلى رسم ملامح صورة المستقبل الثقافي في العالم الإسلامي. ويرتكز الباحث في هذه الدراسة على فكرة محورية، وهي أن الشعوب الضعيفة اقتصاديا والمتخلفة تنمويا، لا تملك أن تقاوم الضغوط الثقافية أو تصمد أمام الإغراءات القوية لتحافظ على نصاعة هوياتها وتميز خصوصياتها،ولذلك كان خط الدفاع الأول على جبهة مقاومة آثار العولمة الثقافية، هو النهوض بالمجتمعات الإسلامية من النواحي كافة، انطلاقا من الدعم القوي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، في موازاة مع العمل من أجل تقوية الاستقرار وترسيخ قواعده على جميع المستويات، وذلك من خلال القيام بالإصلاحات الضرورية في المجالات ذات الصلة الوثيقة بحياة الشعوب، بحيث ينتقل العالم الإسلامي من مرحلة الضعف والتخلف، إلى مرحلة القوة والتقدم، في إطار القيم الإسلامية، وبروح الأخوة والسماحة والتعاون على البر والتقوى طبقا للتوجيه القرآني الرشيد. والدراستان جديدتان في طرحهما للقضايا والمشكلات، وفي معالجتهما للمعضلات والأزمات الفكرية والثقافية موضع الدراسة،وفي اقتراح الحلول للخروج من المأزق الحالي الذي يمر به العالم الإسلامي إلى افاق المسقبل.