اختتمت مساء الأحد 6 فبراير 2011 أشغال الندوة الأولى للصحفايين المغاربة بالخارج التي احتضنتها مدينة الجديدة على مدى ثلاثة أيام وقد عرفت هذه الندوة التي كانت من تنظيم مجلس الجالية المغربية بالخارج وهيأة الحوار الوطني حول الإعلام والمجتمع بحضور قرابة 200 من الصحافيين المغاربة الذين يشتغلون بالمهجر بالإضافة إلى مدراء جرائد وطنية وبعض الوجوه الإعلامية الوطنية وشخصيات بارزة في مجال الإعلام من أمثال العربي المساري، وقد أشرف على افتتاح أشغال هذه الندوة وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري وعامل إقليمالجديدة معاذ الجامعي. وتميزت الندوة بتقديم السيد سعيد السولامي مدير تنفيذي بمركز حرية الإعلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال اليوم الثاني لدراسة حول وضعية المغاربة وانتظارات الصحافيين المغاربة في العالم والتي تم تجميعها انطلاقا من استمارة تم توجيهها إلى200 صحافي مغربي يعمل بالخارج من دول مختلفة وهو العدد الذي يمثل 30 في المائة من الصحافيين المغاربة العاملين بالخارج، وقد كشفت هذه الدراسة أن دولة قطر تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الصحافيين المغاربة العاملين بالخارج وذلك بنسبة 23 في المائة تليها الإمارات العربية المتحدة ب 17 في المائة وهولندا ب 12 في المائة ثم فرنسا ب 10 في المائة والولايات المتحدةالأمريكية ب 6 في المائة فيما كانت نسبة كل من كندا، بلجيكا، ألمانيا ودول أخرى هي 5 في المائة، 98 في المائة منهم يتوفر على مستوى جامعي، وكشفت الدراسة كون 41 في المائة من الصحافيين المغاربة بالخارج يشتغلون في مجال التلفزيون متبوعة بمجال الإذاعة ب 19 في المائة، واحتلت الصحافة المكتوبة المرتبة الثالثة بنسبة 18 في المائة والمواقع الإلكترونية بنسبة 9 في المائة والوكالات بنسبة 6 في المائة فيما توزع الباقي بين شركات الإنتاج والتكوين التواصل بنسب تراوحت بين 1 و3 في المائة، وفيما يخص المهام التي يشغلها المغاربة بالخارج في مجال الإعلام فقد كشفت نفس الدراسة أن نسبة 64 في المائة منهم يعملون صحافيين و14 في المائة يعملون منتجين و11 في المائة منهم يعملون رؤساء تحرير. واحتلت اللغة العربية المرتبة الأولى من بين اللغات التي يشتغل بها هؤلاء الصحافيون بالخارج وذلك بنسبة 50 في المائة تليها الإنجليزية بنسبة 22 في المائة ثم الفرنسية ب 17 في المائة والهولندية ب 6 في المائة وجاءت اللغة الإسبانية في المرتبة الأخيرة بنسبة 2 في المائة، وكشفت الدراسة كذلك كون 42 في المائة من الصحافيين المغاربة غادروا المغرب بسبب تدني مستوى ظروف الاشتغال بالمغرب فيما قال 28 في المائة من المستجوبين إنهم غادروا المغرب من أجل تطوير كفاءاتهم المعنية في مجال الإعلام و23 في المائة منهم غادروا من أجل استكمال الدراسة و5 في المائة لأسباب عائلية. وفي ما يخص فترات هجرة هؤلاء الصحافيين للمغرب فقد كشفت الدراسة أن 27 في المائة منهم غادروا المغرب ما بين سنتي 2000 و2004 وهي الفترة التي عرفت انتشارا واسعا للقنوات التلفزية و17 في المائة منهم غادروا بين سنتي 1995و 1999 و15 في المائة بين 1985و 1989 و13 في المائة ما بين 2005و 2009 فيما بلغت نسبة المغادرة 2 في المائة فقط خلال سنة .2010 وحول ظروف اشتغال الصحافيين المغاربة بالخارج اعتبر البعض في هذه الدراسة أنها جيدة على الصعيدين المهني والمادي وتتميز بالاعتراف بالكفاءات والمبادرات بالإضافة إلى وجود حرية معالجة المواضيع والاستقرار في مواقع العمل في الإعلام الرسمي أ والعمومي، فيما سجل البعض الآخر من العينة المستجوبة وجود تمييز على أساس الجنسية وظواهر التحرش الجنسي بالصحافيات والتهميش ومنع الانخراط في العمل النقابي وبالإضافة إلى غياب حرية التحرير سيما في الصحافة المكتوبة كما سجلوا معاناتهم بخصوص حرية التحرك بسبب نظام الكفالة المعمول به في دول الخليج العربي. وعبر 98 في المائة من الصحافيين المغاربة بالخارج عن رغبتهم في استثمار كفاءاتهم في بلدهم المغرب، حيث جاء قطاع التلفزيون في المرتبة الأولى من حيث القطاعات التي يودون الاستثمار فيه بنسبة 31 في المائة وجاء مجال الصحافة المكتوبة في المرتبة الثانية بنسبة 24 في المائة ثم الإذاعة بنسبة 18 في المائة والإعلام الإلكتروني ب 15 في المائة وأخيرا الوكالات بنسبة 9 في المائة. وعبر 37 في المائة من الصحافيين المغاربة بالخارج عن رغبتهم في الاشتغال كصحافيين بالمغرب أو مديرو تحرير بنسبة 15 في المائة أو مكونون بنسبة 15 في المائة ومراسلون بنسبة 13 في المائة أما نسبة الذين عبروا عن رغبتهم في الاشتغال منتجين فكانت 9 في المائة. وفي ما يخص المجالات الإعلامية التي يفضل هؤلاء الاستثمار فيها فقد احتلت شركات الإنتاج الرتبة الأولى من حيث المجالات المفضلة بنسبة 31 في المائة ثم الإعلام الإلكتروني بنسبة 29 في المائة ثم وكالات الاتصال بنسبة 18 في المائة والصحافة المكتوبة بنسبة 17 في المائة. وحسب الدراسة فإن 65 في المائة من المستجوبين الذين عبروا عن رغبتهم في الاستثمار في المغرب قالوا بأن عوائق تقف أمام هذه الرغبة تنوعت بين أسباب ظروف الاشتغال غير كافية والظروف العائلية وغياب حرية التعبير والعائدات الضعيفة للاستثمار في هذا المجال بالمغرب. وفي ما يخص الإعلام المجتمعي فقد كشفت الدراسة عن كون 25 في المائة فقط من المستجوبين يعتبرون صحافيين مجتمعيين 48 في المائة منهم يشتغلون في مجال الإعلام الإلكتروني و24 في المائة في كل من الإذاعة والصحافة المكتوبة. وحرصت الدراسة على رصد نسبة متابعة الصحافيين المغاربة بالخارج لما ينشر في الصحافة الوطنية حيث عبر 42 في المائة منهم عن متابعته لها بشكل دائم وقال 50 في المائة منهم إنهم يتابعونها أحيانا فيما 8 في المائة فقط هم من قالوا بأنهم قليلا ما يتابعونها، واحتلت المواقع الإلكترونية للجرائد الوطنية المرتبة الأولى من حيث المصادر التي يتابع من خلالها صحافيو المغرب بالمهجر ما يحدث في بلادهم و32 في المائة يتابعونها عبر القنوات التلفزية ثم المواقع الإلكترونية بنسبة 25 في المائة. واعتبر 39 في المائة من المستجوبين أن تغطيات الإعلام الوطني تجهل الاحتياجات الحقيقية للمتلقين واعتبر 35 في المائة منهم هذه التغطيات غير منتظمة فيما اعتبرها 23 في المائة تنقل صورا كاذبة. أما بخصوص صورة المغرب لدى وسائل الإعلام الأجنبية فقد اعتبر 45 في المائة من المستجوبين أنها تنقل أخبارا زائفة وغير حقيقية فيما اعتبر 36 في المائة منهم أنها تهمش قضايا الجالية فيما اعتبر 15 في المائة منهم أنها تحمل خطاب العنصرية وكره الأجانب، ولمواجهة هذه النوعية من الإعلام الأجنبي الذي ينقل صورة خاطئة عن المغرب اقترح 40 في المائة من المستجوبين إنشاء إعلام مجتمعي و28 في المائة منهم اقترحوا الاندماج في هيئات التحرير الأجنبية فيما اقترح 26 في المائة تكوين الصحافيين الأجانب. ومن جانب آخر حاولت الدراسة الثانية التي قدمها إدريس العيساوي أن ترصد في متابعتها لوسائل الإعلام لقضية الهجرة تحليلا للمواد المقدمة في الصحافة المكتوبة حول الهجرة خلال الفترة الممتدة بين يناير ومارس 2010 .وشملت الدراسة ما تنشره الصحف اليومية، والأسبوعيات والدوريات الأخرى حول موضوع الهجرة، وقد تطلب ذلك حسب العيساوي تحديدا مسبقا لحقل الدراسة أي التحديد الدقيق للمادة الصحافية التي ستكون موضوعا للدراسة من خلال تحليل التغطية الصحافية. وقد أبرزت الدراسة أن البحث أكد تردد موضوع الهجرة من خلال وتيرة المقالات المنشورة خلال فترة الدراسة (يناير/ مارس 2010)، للابتعاد عمدا عن الفترات التي يمكن أن تتداخل مع بعض الأحداث، مثل عودة مغاربة العالم إلى بلدهم، والتي تتميز عموما بمعالجة موسمية تستعمل فيها صيغ مبالغة في التعامل مع الظاهرة أبرزت أن تغطية مختلف وسائل الإعلام تتطرق لموضوع الهجرة على العموم بخط تحريري يتسم بالتماثل والتشابه دون أدنى تميز أو اجتهاد فعلي. للإطلاع على الملف اضغط هنا