دعت حركة ''6 أبريل'' الاحتجاجية، التي سبق أن أطلقت الدعوة لاحتجاجات الثلاثاء الماضي، إلى مظاهرات تخرج من جميع مساجد مصر بعد صلاة الجمعة هذا اليوم. وقالت الحركة، في رسائل قصيرة تم تداولها على الهواتف المحمولة وفي صفحتها على شبكة ''فيس بوك''، إن ''كل المصريين سيخرجون بعد صلاة الجمعة من كل مساجد مصر، ولا عودة إلا بتحقيق المطالب والانتصار لدم الشهداء''. وتشهد مصر منذ الثلاثاء الماضي، حركات احتجاجية قوية في عدد من المدن المصرية، عرفت اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، حيث استخدمت الشرطة الهراوات والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا بإلقاء الحجارة ما أدى إلى تكسير بعض واجهات المحلات المنتشرة في هذه المنطقة. وحول هذه الأحداث، قال المحلل السياسي تاج الدين الحسيني، إن ما يحدث في مصر هو وليد أسباب موضوعية مرتبطة بالوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي المتأزم. وأوضح في اتصال ل''التجديد''، أن الشعب المصري يعيش أزمة خانقة على المستوى الاجتماعي مع غياب للتوزيع العادل للثروات، وانتشار العطالة، في حين يعاني على المستوى السياسي من هيمنة الحزب الحاكم الذي يخنق حرية التعبير ويحتكر السلطة، مع ظهور بوادر ''توريث السلطة'' من الرئيس لابنه. وأضاف الحسيني، أن الانتخابات التشريعية الأخيرة، كانت النقطة التي أفاضت الكأس، بحيث صار الحزب الحاكم هو الذي يمارس السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية بما يحفظ مصالحه ومصالح الموالين له. وبخصوص إمكانية تكرار سيناريو أحداث تونس وسقوط النظام الحاكم، استبعد تاج الدين الحسيني هذه الإمكانية، مؤكدا أن مصر تتميز بكونها دولة مؤسسات بالمقارنة مع تونس التي كانت فيها سيطرة لبنعلي وعائلة زوجته. وأوضح، أن هذه الاحتجاجات ستجعل الجهات الحاكمة في مصر تعجل بإصلاحات تكون بمثابة صمام أمان لوضع حلول للمطالب الشعبية، بإلغاء قانون الطوارئ والتراجع عن ترشح مبارك لولاية جديدة. وبخصوص المواقف الدولية المتسابقة التي أكدت حق الشعب المصري في التظاهر ورفضت استخدام العنف، قال الحسيني إن ما حدث في تونس لم يكن يتوقعه أحد وكانت المفاجأة كبيرة، لهذا أصبحت هناك نظرة استشرافية لما يمكن أن يحدث. وأكد الحسيني، أنه بالرغم من هذه المواقف، إلا أن الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، ستسعى إلى تشجيع الإصلاح في مصر وليس التغيير الذي لن يحفظ مصالحها.