كشفت دراسة اعتمدتها اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة أن المغرب يعد من أبرز الدول الإفريقية التي حققت أكبر المعدلات في مجال تسجيل براءة الاختراع. وأوضحت الدراسة أنه بالرغم من أن القارة الإفريقية ما تزال تسجل معدلات منخفضة في ما يخص عدد طلبات براءة الاختراع مقارنة مع دول آسيا وأمريكا اللاتينية والكارايبي، إلا أن دولا مثل المغرب ومصر وتونس وجنوب إفريقيا حصلت على أكبر نسبة في مجال تسجيل براءة الاختراع طيلة السنوات الماضية. وأشارت الدراسة، التي وزعها المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، السبت الماضي تحت عنوان (انبعاث التكنولوجيا ...إفريقيا تسير نحو التدفق العالمي للتكنولوجيا)، إلى أن القارة الإفريقية سجلت أسرع نمو في استيراد واستقطاب الرساميل ما بين 2001 و 2006 مقارنة مع أية منطقة أخرى في العالم. وأكدت أن النمو السريع لإفريقيا في اكتساب التكنولوجيا الصناعية يحفز القارة للانضمام قريبا إلى تجمعات الدول النامية في مجال بناء قاعدة صناعية سليمة من شأنها دعم إنتاج سلع وخدمات ذات قيمة مضافة ومنتجات ذات تكنولوجيا عالية. وأشارت إلى أن إفريقيا سجلت نموا بمعدل ضعفين بالنسبة للعلامات التجارية للمقيمين وهو أعلى من النمو الذي سجلته منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. وذكرت الدراسة أن أداء القارة الأفريقية يعد في العموم أفضل في مجال الوكلاء المرتبط بالتجارة والاستثمار مثل التجارة في سلع الرأس المالية ورسوم الترخيص (التكنولوجيات الصناعية) وهي مجالات تمثل المعرفة الناشئة مثل تدفق حقوق الملكية الفكرية والأبحاث المتصلة بمجالي التنمية والخدمات. وسبق لعادل المالكي مدير المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية أن أكد ضرورة الانتقال من حماية الاختراعات من المستوى الوطني إلى المستوى الدولي لما فيه من حماية لحقوق المخترعين وتثمين لمجهودات البحث والتطوير، خصوصا بعد تطور الاتفاقيات الدولية ذات الصلة. وأبرز في هذا الإطار أنه من بين 170 ألف طلب براءة اختراع على مستوى العالم، تستحوذ الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان وألمانيا على جلها، مع بروز دول أخرى صاعدة من قبيل الصين وكوريا الجنوبية. أما على مستوى القارة الإفريقية، فقد أشار المالكي إلى أن المغرب يحتل المرتبة الثالثة قاريا بتقديم أزيد من 20 طلب براءة سنويا، بعد جنوب إفريقيا (400 طلب) ومصر (حوالي 40 طلبا)، معتبرا أنه ''بمزيد من الجهد في البحث والتطوير وحماية المخترعات يمكن أن نحتل المرتبة الثانية في ظرف سنوات''.