فجّرت الوثائق السرية التي كشفت عنها قناة ''الجزيرة'' فضائح بالجملة للمفاوضين الفلسطيين حول ملفات الوضع النهائي، وفي مقدمتها القدس الشريف.في حين شكك صائب عريقات ''كبير المفاوضين في هذه الوثائق، وأعلن عبر قناة الجزيرة، استعداده لفتح أرشيف المفاوضات''. وتشير الوثائق إلى استعداد السلطة الفلسطينية تقديم تنازلات كبيرة مثل أن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدسالشرقية، باستثناء مستوطنة جبل أبو غنيم، وكذا الحرم الشريف وحي الأرمن والشيخ جراح. وتقول الجزيرة إن الوثائق التي حصلت عليها وعددها 1600 هي عبارة عن محاضر رسمية لمحادثات بين الفلسطينيين والصهاينة، ولم تطعن السلطة الفلسطينية أو الكيان الصهيوني في مصداقية تلك الوثائق، لكن ياسر عبد ربه اتهم الجزيرة في مؤتمر صحفي بالاجتزاء وبأنها تقود حملة ضد السلطة وضد الرئيس محمود عباس كما فعلت من قبل ضد الراحل ياسر عرفات. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن السلطة الفلسطينية تطلع القادة العرب أولا بأول على تفاصيل ما يجري في المفاوضات مع إسرائيل والولاياتالمتحدة. سواء بشكل مباشر أو عبر الأمين العام للجامعة العربية. لكن أيا من تلك الدول علّق على تلك الوثائق لحد الآن. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية ان قوات الأمن الفلسطينية قامت أمس بحملة اعتقالات في الضفة الغربية، خشية ثورة شعبية عارمة ضد سلطة حركة فتح. وبينما قالت الولاياتالمتحدةالأمريكية إنها بصدد دراسة الوثائق قبل التعليق عليها، اتهمت حركة حماس أن الوثائق المعلن عنها ''تكشف تواطؤ السلطة مع الاحتلال، ويعكس دورها بالتورط في محاولات تصفية القضية الفلسطينية''. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة، في تصريح صحفي، إن ''الوثائق السرية التي عرضتها الجزيرة حول تواطؤ سلطة فتح في رام الله مع الاحتلال وثائق خطيرة للغاية، وتدلل على تورط سلطة ''فتح'' في محاولات تصفية القضية الفلسطينية''. وتكشف الوثائق التي تنشرها الجزيرة على موقع إلكتروني خاص عن ضعف كبير للمفاوض الفلسطيني الذي يبادر دوما إلى طرح مبادرات وأفكار صادمة وانتحارية في مقابل قوة المفاوض الصهيوني وتشدده في مواقفه، بل حتى رفضه الدخول في مناقشة ما يعتبره ثوابت بالنسبة له مثل موضوع القدس. وأظهرت تلك الوثائق مثلا أن المفاوض الفلسطيني بادر إلى التخلي عن اقتراح أن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدسالشرقية باستثناء جبل أو غنيم. ولم يتورع أحمد أبو قريع عن القول إن ''هذه أول مرة في التاريخ نقدم فيها مقترحا كهذا وقد رفضنا أن نفعل ذلك في كامب ديفيد''. وتكشف وثائق أخرى استعداد المفاوض الفلسطيني التنازل عن الحي اليهودي وجزء من الحي الأرمني في القدس-المدينة القديمة-، وقال صائب عريقات في اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر 2009 مع المبعوث الأميركي جورج ميتشل ''بالنسبة للمدينة القديمة فإنها تكون تحت السيادة الفلسطينية ما عدا الحي اليهودي وجزء من الحي الأرمني''. وهي المرة الأولى كذلك التي يظهر فيها التراجع الفلسطيني عن التمسك بالحي الأرمني مقارنة بموقف للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد. وقال صائب عريقات في اجتماع آخر مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيي ليفني بتاريخ 30 يونيو2008 ''ليس سرا أننا عرضنا في خريطتنا أن نمنحكم أكبر أورشاليم (القدس بالتعبير اليهودي) في التاريخ''.