حذّرت الصحف اللبنانية الصادرة يوم الاثنين 3 يناير 2010 من "أخطار" تتهدِّد العالم العربي كله بعد الهجوم الدامي الذي استهدف كنيسةً في مدينة الإسكندرية المصرية. وكتبت صحيفة "السفير" أنّ التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين "دوَّى في مشارق الأرض العربية ومغاربها... كجرس إنذار بزلزال يهدّد مصر ومعها المستقبل العربي بأجمعه بخطر داهم على المصير.. وأن يضرب الإرهاب في مصر فهذا يعنِي أن الإصابة ستكون في القلب، وأن شظاياها ستتطاير حاملة معها أخطار الحريق إلى كل الدنيا العربية". واعتبرت أنّ الهجوم يمثل "الإنذار الأعظم جدية وخطورة للأمة جميعًا، بتاريخها بحاضرها، بمستقبلها كما بدورها". ووقع تفجير أمام كنيسة القديسين في الإسكندرية شمالَي مصر بعد نحو نصف ساعة من منتصف ليل الجمعة السبت مما أدّى إلى مقتل 21 شخصًا وإصابة حوالي 80 بجروح. ولم تُعلِن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير، وأكّدت وزارة الداخلية المصرية أن الهجوم نفّذه على الأرجح "انتحاري"، بينما قال الرئيس المصري حسني مبارك أن العملية "تحمل في طياتها تورط أصابع خارجية". والنصارى هم الطائفة المسيحية الأكبر في الشرق الأوسط، ويمثلون 6 إلى 8% من سكان مصر البالغ عددهم 80 مليون نسمة، بحسب التقديرات. بدورها حذّرت صحيفة "النهار" من "11 سبتمبر عربي مستديم يتجول في سائر أنحاء هذا النظام المتهالك"، في إشارة إلى هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. وتحدثت عن "خط بيانِي خطير لتنقل هذا العنف من العراق إلى مصر وربما سواهما من بلدان عربية لا تزال تتمتع بواقع تعددي ديني ووجود مسيحي معقول وفي مقدمها لبنان". ويتعرض نصارى العراق منذ أشهر لموجة عنف. وقُتِل 44 شخصًا في 31 أكتوبر في هجوم شنّه مسلحون على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك وسط بغداد. أما صحيفة "المستقبل" فاعتبَرَت أنه "مع تكرار الاعتداءات وتنقلها من دولة عربية إلى أخرى، فإن على كل قادة الرأي والفكر والسياسة... الاستنفاد للوقوف ضد هذه الظاهرة". من جهتها رَأَت صحيفة "الشرق" أنّ الاعتداءات ضد النصارى في العراق ومصر تشكل "سلسلة متواصلة لضرب الاستقرار في الدول العربية"، في حين رأت صحيفة "الأنوار" أنّ القصد من هجوم الإسكندرية "إحداث أصداء بعيدة في المنطقتين العربية والإسلامية".