خلف الاعتداء الإرهابي على كنيسة القديسين، بمدينة الإسكندرية في مصر يوم السبت 1 يناير 2011 استنكارا واسعا في مصر وفي العالم، وأجمعت المواقف العربية والعالمية، الرسمية والشعبية، على إدانة التفجير الذي خلف 21 قتيلا، وإصابة 80 شخصا بجروح، من المسيحيين والمسلمين. ففي برقية من الملك محمد السادس للرئيس المصري حسني مبارك، ندّد المغرب ب''العدوان الإرهابي، وبكل أشكال الإرهاب الذي يعد إجراما في حق الإنسانية كلها''، وأضافت البرقية أن هذا الاعتداء الذي استهدف كنيسة بالإسكندرية ''تنبذه قيم ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليم الأديان السماوية والقيم الكونية بأسرها''. من جهته، قال مولاي عمر بن حماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن الاعتداء الإرهابي على كنيسة القديسين ''عمل يستحق الإدانة والشجب''، لأنه ''اعتداء على مكان للعبادة من جهة، وإزهاق للأرواح بغير وجه حق من جهة ثانية''. وأضاف بن حماد أن ما وقع من عدوان ''يستدعي من الجميع، مسلمين وأقباط، العمل من أجل تفويت الفرصة على أعداء مصر، والحفاظ على استقرارها''، مؤكدا أن ''التعايش الذي ظل لقرون بين مكونات المجتمع المصري ينبغي دعمه''. هذا، وكان الرئيس المصري قد أدان الاعتداء، وقال إنه ''عملية إرهابية تحمل في طياتها تورط أصابع خارجية''، مؤكدا أنه حدث ''هزّ ضمير الوطن وصدم مشاعرنا وأوجع المصريين مسلمين وأقباط''. من جهته أعرب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلو، عن إدانته الشديدة ''للعمل الإجرامي والإرهابي الذي استهدف مواطنين عزل كانوا يؤدون طقوسهم الدينية''. وعبر أوغلو في بيان صحفي صدر أول أمس عن تعازيه الحارة لجمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبا ولأهالي الضحايا. وحث أوغلو أهالي مدينة الإسكندرية بشكل خاص، والشعب المصري بشكل عام على'' النأي بأنفسهم عن محاولات دس الفتن، وزرع الفرقة التي يسعى البعض لزرعها بينهم، والإلتفاف حول وحدتهم ومصالحهم العليا التي لن تتأتى إلا من خلال الوقوف صفا واحدا ضد الإرهاب الذي لا يميز بين عرق أو طائفة أو دين''. واستنكر الأزهر بدوره الحادث، ووصفه في بيان ب''العمل الإجرامي الآثم والمحرم شرعا''، وأضاف أنه عمل ''لا يمكن أن يصدر عن مسلم يعرف دينه، لأن الإسلام والمسلمين منه براء''. أما جماعة الإخوان المسلمين فقد وصفت الاعتداء ب''الإجرامي والآثم''، وبأنها ''جريمة لا يقرها شرع ولا دين ولا خلق''، وأكدت في بيان لها أنها جريمة جاءت في ''سياق مريب يستهدف حرمة وأمن الوطن''.