قال الدكتور أحمد الريسوني، الخبير في مجمع الفقه الإسلامي في جدة، إن هناك تهميشا عاما للعلماء سواء من جانب المجتمع الذي يكون في كثير من الحالات راغبا عنهم وزاهدا فيهم وغير مقدر لمكانتهم، وأيضا من جانب المسؤولين ، معتبرا أن هذا التهميش أصبح مطلبا لدى كثير من السياسيين. وبخصوص العلماء والحركات الإسلامية، أكد الريسوني الذي كان يتحدث الأحد الماضي في برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة، أن تقصير الحركات الاسلامية في حق العلماء هو أقل مما ينالونه بصفة عامة في المجتمع. وأضاف أن حاجة الحركات الإسلامية للعلماء كحاجة الأمة إليهم بل أشد، مشددا على أن العلماء هم المصابيح والمرشدون الذين يحلون الإشكالات ويجتهدون في المستجدات وكل فئة لا تلجأ إليهم فإنها تكون في ضلال أو إلى ضلال. ونفى الريسوني أن تكون الحركة الإسلامية قد همشت العلماء، لكنه يقول إنها لم تبوأهم المكانة اللائقة بهم ولم تحرص على تقديمهم بما يليق بهم وبما يلبي حاجتها إليهم، مشيرا إلى أن العلماء بدورهم ليسوا بريئين من التقصير، حيث إنهم كانت لديهم في العصور المتأخرة قابلية للانصراف والابتعاد عن ميادين معارك الأمة وقضاياها ومنها قضية الدعوة والحركة الاسلامية ، موضحا أن التقصير متبادل. ويشرح الريسوني هذه المسألة بالقول إن '' بعض الحركات الاسلامية لا تحرص على أن يكون العلماء على رأسها وأن يكونوا في صفها الأول كأنهم ينظرون إلى هذا الأمر بأنه ليس ضروريا، والعلماء أيضا ليسوا حريصين على ذلك ولا يريدون أن يكونوا على رأس الحركات الإسلامية أو داخلها حرصا على السلامة والوجاهة لأن العمل العلمي في المساجد والقنوات والمكاتب إلى حد ما مريح والعمل مع الحركات الاسلامية له كلفة وضريبة وهذه الأسباب قد تكون صارفة للعلماء، فإذن هناك مسؤولية مشتركة'' يقول الريسوني. وفي ذات البرنامج أبرز الريسوني أن العلم المعتبر هو الذي يتبعه عمل وهو الذي ينفع الإنسان في دينه ودنياه وعمله ومعاشه وعلاقاته، مشيرا إلى أن العلم الواجب على الإنسان يختلف حسب الأفراد والحالات، وأن على كل إنسان مقبل على عمل ما أن يعرف أحكام الشرع في هذا المجال.