طالب الدكتور محمد الهندي، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، بوقف كافة أشكال المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني بعدما ثبت فشلها، وإعلاء خيار الوحدة، مشدداً على ضرورة تشكيل مرجعية وطنية لكل الفصائل تحدد طبيعة المرحلة وتحدد مسار السياسة في المرحلة المقبلة، وأن نبدأ بشكل جدي بإعادة بناء المنظمة وفق اتفاق القاهرة 2005. وقال الهندي في كلمة باسم القوى الوطنية والإسلامية في مهرجان انطلاقة حماس ال 23 الثلاثاء (14-12): "هذه الحشود في أرض الكتيبة، تؤكد التفاف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة"، متقدماً بالتهاني لحركة حماس بانطلاقتها المباركة. وشدد على أن أي فصيل تصبح انطلاقته انطلاقة عامة للشعب الفلسطيني بقدر ما يقدم من تضحيات وبقدر ما يتمسك من ثوابت الشعب الفلسطيني. وأضاف: "حماس مهما قال البعض فالتاريخ يشهد على هذه التضحيات الكبيرة، فلابد في كل مناسبة أن نذكر العناوين البارزة والقادة الشهداء الذين قدمتهم حماس، لا نذكرها إلا ونذكر الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي والمقادمة وأبو شنب وكل هؤلاء العظام الذين رسموا معالم حماس وملامح الجهاد في فلسطين". وأكد القيادي في الجهاد، أن حركة "حماس" أسهمت في تعزيز المشروع الجهادي في فلسطين وأعطته ثقلاً بما تملك من امتدادات في عمق الأمة، مؤكداً أن هذه الجموع والحشود جاءت لتؤكد التفافها حول خيار المقاومة. واستنكر الهندي مضي سلطة فتح في طريق المفاوضات، مبيناً أن المفاوضات وصلت لطريق مسدود والسلطة التي تأسست وفق اتفاق أوسلو أصبحت عبئاً على القضية وأكذوبة ليس من المنطق استمرار أكذوبة الخداع والمفاوضات. وأضاف: "إذا أردنا أن نتمسك بالثوابت والقيم والمبادئ التي ضحى من أجلها شهداءنا وجرحانا، يجب أن نقوم بأمرين إيقاف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة بشكل فوري هذه المفاوضات التي تدين مقاومة الشعب وتحاكم نضالاته وتعتبره إرهابا وغطاء للاستيطان وتنازلت عن 80 %". وطالب بضرورة الذهاب إلى الحوار بنية صحيحة، داعية إلى تغليب مصالح الشعب الفلسطيني بإحساس وطني بعيداً عن أي ضغوط. كما طالب بتشكيل مرجعية وطنية لكل الفصائل تحدد طبيعة المرحلة وتحدد مسار السياسة في المرحلة المقبلة، وأن نبدأ بشكل جدي بإعادة بناء المنظمة وفق اتفاق القاهرة 2005. وتطرق الهندي إلى الموقف العربي، مؤكداً أن الجميع يدرك أن الوضع تغير والعالم تغير، وأمريكا راعية المسيرة السياسية تفشل في العراق ولبنان وفلسطين وتعاني في أفغانستان. ودعا الهندي العرب ألا يعطوا غطاء لأي تنازل فلسطيني وتفاوض فلسطيني، مطالباً إياهم بأن يحموا القدس والقضية الفلسطينية، لأنه لو تمت تصفية فلسطين وقضيتها فكل العالم العربي مستباح. كما قال. ومضى يقول: "لا يظن أنحد أنه بمنأى عن جرائم إسرائيل إذا تمت تصفية القضية الفلسطينية"، مطالباً بأن يكون العرب رافعة للقضية الفلسطينية والوحدة الفلسطينية والتمسك بالثوابت. وانتقد الهندي بدائل سلطة فتح لتعثر المفاوضات، مؤكداً أنها تعيدنا لبوابة أمريكا والمفاوضات العبثية ويدعو للعودة إلى خيار نبض الشعب وهذه الألوف المؤلفة المشاركة في المهرجان. وفي ختام كلمته وجه الهندي، التحية إلى شيخ الأقصى رائد صلاح، ولأهلنا في الشتات، مؤكداً أن العودة ستكون قريبة، كما أبرق بالتحية لأهل الضفة وغزة والأسرى.