أبرزت دراسة لمركز بيو أن عدد المسلمين الذين يعيشون بأوربا الغربية سجل ارتفعا من 10 ملايين سنة 1990 إلى 17 مليون خلال السنة الحالية. ووفق الدراسة الصادرة يوم الإثنين 6 دجنبر 2010 بعنوان ''الشبكات الإسلامية والحركات في أوروبا الغربية''، فإن أول جالية توجد ببلجيكا بحوالي 6 في المائة من مجموع السكان(638 ألف) متبوعة بكل من فرنسا والسويد والنمسا بحوالي 5,7 في المائة من مجموع السكان لكل واحدة منها (3 مليون و574 ألف، و433 ألف، و475 ألف) على التوالي. هولندا تحتل الرتبة الرابعة ب5,5 في المائة وبتعداد وصل إلى 914 ألف متبوعة بألمانيا ب5 في المائة(4 مليون و119 ألف) وأكدت الدراسة أن المسلمين يتواجدون بأوروبا منذ بداية الستينات من القرن الماضي، وذلك عندما عرفت القارة موجة من الهجرة من كل من إفريقيا الشمالية وتركيا وجنوب آسيا. وتوجه هؤلاء المهاجرون إلى كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وباقي الدول الأخرى، وبدأوا بالعمل بأجور متدنية، وفق الدراسة مضيفة أن العديد من الدراسات أكدت أن الانتماء إلى جماعة إسلامية نادر خصوصا لدى الشباب المسلم، وأن مسلمي أوروبا يشاركون في أنشطة تنظم من لدن العديد من الحركات. وأكدت الدراسة أنه على الرغم من ضعف نسبة الاندماج الرسمي، فإن الحركات الإسلامية تؤثر في الجاليات المسلمة وتحدد الأولويات، وتوجه النقاشات. وتعمل على أن تلعب دورا عبر التوسط لدى الأوساط الرسمية وإيصال انشغالات الجالية، وتطرح الأسئلة التي تهم المسلمين في وسائل الإعلام، وفي الأوساط الحكومية، بالإضافة إلى المشاركة في النقاش العمومي حول الإسلام في أوروبا. وعملت العديد من الحكومات الأوربية على خلق مجالس للمسلمين من أجل التقرب أكثر من هذه الشريحة. وعلى سبيل المثال في 2003 الحكومة الفرنسية بشراكة مع بعض الجماعات الاسلامية، تم إنشاء المجلس الفرنسي للجالية المسلمة، والذي يعتبر الممثل الرسمي لمسلمي البلد. ويرأس هذا المجلس حاليا المغربي محمد الموساوي. وبدأت المجموعات الاسلامية تبرز في المشهد السياسي الأوروبي، إذ أن بعضها يستعمل الإعلام الوطني، حسب الدراسة، مشيرة إلى أن بعض الجماعات تعمل على دفع مناصريها إلى الترشح في الانتخابات المحلية والوطنية الأوروبية مثل جماعة الإخوان المسلمين، كما أن الجمعية الإسلامية ببريطانيا تنشر لائحة المرشحين المسلمين وغير المسلمين. وتستعمل الجماعات الإسلامية التكنولوجية الحديثة والأنترنيت من أجل الوصول إلى المسلمين في العالم. من جهة ثانية تشير الإحصاءات الرسمية في المغرب إلى أن أزيد من 3 ملايين مغاربي يعيشون في الخارج، أي قرابة 10 في المائة من مجموع سكان المغرب الذي بلغ 34,3 مليون سنة 2008 وفقا لأرقام مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، والتي قدمتها في إطار دراسة حول مغاربة الخارج، سلطت فيها الضوء على ظروف حياة المغاربة القاطنين في مختلف قارات العالم. وأشارت الدراسة المغربية إلى أن عدد المغاربة المقيمين بأوربا تضاعف خلال الثلاثين سنة الماضية، إذ يوجد في القارة الأوربية وحدها 85 في المائة من مغاربة الخارج. وتعتبر فرنسا بحسب ذات المصدر، في الرتبة الأولى من حيث عدد المغاربة بمليون و 131 ألف شخص، يتوفر جزء مهم منهم على الجنسية المزدوجة، وتأتي إسبانيا في المرتبة الثانية من حيث عدد المغاربة إذ يقيم بها 547 ألف مغربي، يشكلون أول جالية أجنبية من خارج الاتحاد الأوربي، إضافة إلى آلاف المغاربة المنحدرين من شمال المملكة الذين وصلوا إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية قبل أن تتم تسوية وضعيتهم في سنوات التسعينات، هذا وتشكل النساء 35 في المائة من مجموع المهاجرين المغاربة في إسبانيا.