كشف معهد (واشنطن انستيتيوت) Washington Institute الأمريكي والمتخصص في الدراسات الاستراتيجية والعسكرية، والقريب من دوائر الحرب الصهيونية، من خلال دراسة أعدها المعهد عن احتمال نشوب حرب في العام 2011 بين كيان العدو الصهيوني وحزب الله، أن ميزات الحرب المقبلة لصالح ''إسرائيل'' معنوياً، لأنه ولأول مرة سيكون هناك تأييد عربي علني للقوات الصهيونية وهي تجتاح لبنان ''للقبض على الإرهابيين''، حسب تعبير التقرير المشار إليه، والذي ذكر أن وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط، الذي زار واشنطن أيام 10 و11 و12 من الشهر الجاري برفقة مدير هيئة الاستخبارات المصرية عمر سليمان، واللذين تزامنت زيارتهما مع وجود رئيس وزراء حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو في أمريكا.. أبلغ الوفد المصري برئاسة أبو الغيط، كلاً من وزيرة الخارجية الأميركية هلاري كلينتون، ووزير الدفاع روبرت غيتس، ومدير المخابرات الأميركية مايكل هايدن، موقفاً باسم مصر وعدد من الدول العربية، والذي جاء بحسب كلام أبو الغيط بعد مشاورات مكثفة و''مدروسة'' بين هذه الدول، والتي يبلغ عددها سبعاً، بأنها لم تعد تنظر إلى المقاومة في لبنان وحزب الله كمقاومة وطنية، بل هي امتداد عسكري لإيران على شواطئ المتوسط، وتشكل ''خطراً بالغاً'' على أمن الدول العربية لصالح مشروع الهيمنة الإيرانية، ودائماً حسب كلام أبو الغيط، الذي أضاف أننا نؤيد أي عمل مهما كان نوعه لملاحقة أي متهم في قضية اغتيال الحريري، وأي عمل للحد من التمدد الإيراني في المنطقة. وتضيف صحيفة ''الثبات'' اللبنانية التي نشرت ملخصا للدراسة أن أبو الغيط الذي توسع في الحديث وهو يشرح لوزيرة الخارجية الأمريكية مخاطر التمدد الإيراني المزعوم قال: إن هناك سبع دول عربية على استعداد للإعلان عن دعم علني ضد المقاومة، حتى ولو كان بالقوة العسكرية، وأن تسع دول عربية ستكون بعيدة عن أي موقف؛ سلبياً كان أو إيجابياً، وهناك دولتان ستكونان بكل قوة مع حزب الله هما سورية والجزائر، والثلاثة الباقون سيكون تأييدهم للمقاومة بالتعبير الإعلامي فقط، واستكمل أبو الغيط تبلغاته لواشنطن بالقول: آن الأوان لكي تتواصل عملية السلام بين ''العرب'' وإسرائيل من دون أي اعتراضات مسلحة تقوم بها أطراف سياسية من خارج الصراع مثل إيران. حديث أبو الغيط في واشنطن وتعهداته هذه جاءت في تقرير المعهد المذكور، والذي يتميز بصدقية عالية جداً في الأوساط السياسية والدبلوماسية والأكاديمية في أمريكا، والذي طالما اختص بقضايا الصراع المسلح بين العرب وكيان العدو الصهيوني، لكن العجيب في الأمر هو أن تبليغات أبو الغيط وتعهداته لواشنطن جاءت قبل استقبال الإدارة الأميركية لنتنياهو بساعات، والذي طلب بدوره استكمال الحوار والاستعدادات المشتركة بين الكيان وواشنطن، للتحضير لعمل ما ضد المقاومة في لبنان وغزة. زيارة الوفد المصري لواشنطن في العشر الأوائل من هذا الشهر، والتي ترافقت مع زيارة نتنياهو، والتي كانت قد استُبقت بلقاءات في تل أبيب بين نتنياهو وعمر سليمان، جاءت إسقاطاً لورقة التوت التي كانت تستر عورة ما تبقى للنظام المصري المفضوح من سائر الجهات، وعلى كل الجبهات، والمندفع نحو الشراكة العلنية مع كيان العدو في السراء والضراء، والتي بدأت خلال الحرب على غزة، وستسقط إلى قاع الخيانة الأبدية في أي محاولة صهيونية جديدة ضد المقاومة، سواء حرضت مصر عليها أم لم تحرض.