حذر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية مما أسماه سياسة صهيونية جديدة تستهدف الالتفاف على الضغوط الدولية والأمريكية لوقف "الاستيطان" في القدسالمحتلة، من خلال تصعيد سياسة الاستيلاء على عقارات المقدسيين وطردهم منها، ما يشكل تطورًا نوعيًّا في هذه السياسات لا يكتفي بمصادرة الأراضي وبناء المغتصبات عليها أو توسيع القائم منها، بل يصادر العقارات ويطرد السكان مستعينا بالجهاز القضائي الذي يوفر الغطاء والدعم القانوني لمثل هذه السياسات. جاء تحذير مركز القدس بعد أقل من 24 ساعة على استيلاء مغتصبين صهاينة يوم الثلاثاء (23-11) بحماية شرطة الاحتلال وإشرافها على مبنى من 3 طوابق في حي الفاروق بجبل المكبر كان سرب إليهم قبل نحو 5 سنوات. وجدد المركز في بيان صادر عنه اليوم الأربعاء (24-11) اتهامه لأوساط صهيونية أمريكية بالوقوف وراء عمليات الشراء وتمويل الاستيلاء على عقارات المقدسيين، مطالبًا الإدارة الأمريكية باتخاذ إجراءات قانونية ضد كل مواطن أمريكي يمول أنشطة استيطانية أو عمليات استيلاء على عقارات فلسطينيين في القدسالشرقيةالمحتلة. وأشار المركز بهذا الشأن إلى النشاط التمويلي الواسع الذي يقوم به المليونير الأمريكي من أصل يهودي إيرفينغ موسكوفيتش الذي يقف وراء العشرات من عمليات الاستيلاء على عقارات المقدسيين، وتمويل بناء مغتصبة حي رأس العمود المعروفة باسم "معاليه هزيتيم"، وكذلك السيطرة على العديد من العقارات في الشيخ جراح. وأكدت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس تورط شركة "وول انفستمنت" العقارية الأمريكية في العديد من صفقات الشراء المشبوهة لعقارات المقدسيين كان آخرها الاستيلاء على عقار عائلة قراعين في حي الفاروق بجبل المكبر، علما بأن هذه الشركة اشتهرت في السابق بالوقوف وراء عمليات شراء أراض وعقارات في القدس القديمة، وسلوان، والشيخ جراح بالتعاون والتنسيق مع جمعيات استيطانية يهودية يمولها موسكوفيتش مثل:إلعاد"، و"عطيرات كوهانيم"، وهاتان الجمعيتان تشرفان على نحو 70 بؤرة استيطانية داخل أسوار المدينة المقدسة، و40 بؤرة في سلوان ورأس العمود، ونحو 20 بؤرة استيطانية في أحياء الثوري، جبل الزيتون، والشيخ جراح. ونوه التقرير إلى الدعم اللا محدود الذي تقدمه الحكومة الصهيونية ودوائرها التنفيذية المختلفة لهذه الجمعيات الاستيطانية، وكان أبرز قرار اتخذته تلك الحكومة العام الفائت نقل الإشراف على المنطقة المتاخمة للبلدة القديمة والمسماة صهيونيا ب"الحوض المقدس" إلى جمعية "إلعاد" وغيرها من الجمعيات الناشطة في الاستيلاء على عقارات المقدسيين. وتنفذ وزارات صهيونية عديدة ورشة بناء ضخمة في هذه المنطقة تحت مسمى تطوير البنية التحتية فيها، تزامنا مع قرار اتخذته قبل يومين بتخصيص 85 مليون شيكل لتهويد ساحة البراق جنوب وشرق وشمال المسجد الأقصى داخل أسوار البلدة القديمة وخارجها.