حظيت الوقفة الاحتجاجية التي نظمها حزب العدالة والتنمية أمام مقر قصر المؤتمرات بمدينة مراكش تنديدا بمشاركة الوفد الصهيوني في أشغال المؤتمر السابع بعد المائة للاتحاد البرلماني الدولي بتغطية إعلامية كبيرة عبر مختلف وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والجرائد، إلا أن جريدة "المستقل" التي غطت بدورها هذا الحدث الهام في عددها ليوم الثلاثاء 19 مارس 2002، اختارت خلط الأوراق بما ادعته من خلفيات لهذه الوقفة الاحتجاجية، وما ذهبت إليه من وجود تضارب للمواقف بشأنها في صفوف حزب العدالة والتنمية، وذلك بعودتها إلى الموضوع يوم الأربعاء 20 مارس 2002 من خلال مقال للسيد رشيد باجة الذي استنتج فيه من خلال تصريحين لكل من السيد الأمين العام للحزب الدكتور عبد الكريم الخطيب والأستاذ عبد الإله بن كيران عضو الأمانة العامة للحزب ما وصفه ب "الغموض والتعارض" حول الدافع وراء تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية. إلا أنه وبالعودة إل ىنص البلاغ الصحفي الصادر عن الأمانة العامة للحزب والداعلي إلى تنظيم هذه الوقفة، نجده صريحا في التأكيد على أن هذه الوقفة مخصصة للاحتجاج على تواجد وفد صهيوني بالمؤتمر البرلماني الدولي بمراكش، كما أن هذا لا يتعارض مع كون هذه الوقفة هي تعبير رمزي من قبل قيادة الحزب ومناضليه وعموم الشعب المغربي عن رفضهم واستنكارهم لسياسة التقتيل والعنف والإرهاب الصهيوني الذي تقوم به حكومة الإرهابي أرييل شارون في حق الشعب الفلسطيني المسلم. كما أن الغرض والهدف من هذه الوقفة، وكما عبر عن ذلك الدكتور عبد الكريم الخطيب، وأيضا كما تم التعبير عنه في الوقفة الاحتجاجية نفسها، من خلال الكلمة التي ألقاها الأخ عبد الإله بن كيران، والتي جاء فيها: "لقد جئنا لنعبر، رغم قلة العدد، عن رفض الشعب المغربي المجاهد المستعد للتضحية دائما فداء لآخر حائط من فلسطين، والمسجد الأقصى، جئنا لنعبر بأن الشعب المغربي المجاهد لا يرضى أن يقف فوق أرضه من قتل الأجنة، ومن قتل الشيوخ، ومن حاصر رموز السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن قاتل إخواننا بدون هوادة، جئنا لنعبر أن الشعب المغربي مستعد للموت عن بكرة أبيه فداء للقضية، رغم قلة عددنا هنا، ولكن المهم أن حضور هذا الوفد الصهيوني لن يمر هكذا...". وإذا كانت هذه الوقفة "غير ذات أهمية" حسب تصريح مصدر الجريدة المسؤول داخل اللجنة التحضيرية للمؤتمر، بالنظر إلى عدد المشاركين فيها، فالسبب في ذلك يرجع، كما يؤكد الأستاذ الرميد، إلى كون الحزب أثر تنظيم وقفة رمزية عوض وقفة جماهيرية تمنعها السلطات المحلية، وقد تؤدي إلى اصطدامات، لذا كان اختيارنا يؤكد رئيس فريق العدالة والتنمية للوقفة بعدد قليل من أعضاء الأمانة العامة والنواب البرلمانيين وبعض الإخوة من مدينة مراكش للتنديد بوجود ممثلين عن الكنيسيت الإسرائيلي فوق أرض المغرب. أما بخصوص مشاركة "العدالة والتنمية" في أشغال المؤتمر أو لجانه التحضيرية، فتجدر الإشارة إلى أن فريق العدالة والتنمية غير ممثل في الوفد المغربي، كما أن الحزب وبمجرد علمه بحضور ومشاركة الوفد الصهيوني في المؤتمر اتخذ قرارا بعدم استمرار مشاركة الأخ رشيد المدور في أشغال لجانه الخاصة بالتزيين واللافتات والأعلام. وعليه يتأكد، إذا كان الأمر يحتاج إلى تأكيد، أن حزب العدالة والتنمية مجح من خلال مبادراته العملية وخطواته الإجرائية، بدءا من البيان الذي أصدرته أمانته العامة والبلاغ الداعي لتنظيم الوقفة، مرورا بالمراسلات التي وجهها رئيس فريقه البرلماني إلى رئاسة مجلس النواب ورؤساء كافة الفرق البرلمانية لمطالبتهم باتخاذ الموقف الذي يمليه عليهم واجب التضامن الإسلامي والعربي والعمل على التنديد بحضور الوفد الصهيوني، ولم يكتف بذلك، بل حض المسؤولين البرلمانيين المغاربة الذين سيحضرون أشغال المؤتمر على مقاطعة الوفد الصهيوني وعدم استقباله والعمل على أن يتضمن البيان الختامي والتوصيات الصادرة عن المؤتمر تنديدا واضحا وشجبا قويا لما ترتكبه الآلة العسكرية الصهيونية من جرائم وحشية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل"، وصولا إلى الوقفة الاحتجاجية الناجحة أمام قصر المؤتمر، في التعبير عن موقف الشعب المغربي المسلم الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني المغتصب لأرض الإسراء والمعراج، وعن التضامن مع الشعب الفلسطيني المجاهد في محنته، وعن مناصرته لقضية المسلمين الأولى قضية القدس الشريف. محمد لشيب/المستشار الإعلامي لفريق العدالة والتنمية