يتوقع أن يُشكل مجلس النواب، بعد عيد الأضحى المبارك، لجنة لتقصي الحقائق بخصوص مخيم كدريم إيزيك، وكذا في أعمال التخريب والعنف التي شهدتها مدينة العيون الاثنين الماضي، والتي أسفرت عن مقتل 12 مواطنا، أغلبهم من رجال الأمن، إضافة إلى تخريب وإحراق مؤسسات عمومية وإتلاف ممتلكات عمومية. وأكد عبد الواحد الراضي، رئيس مجلس النواب، وجود طلبات لفرق نيابية تعبر فيها عن رغبتها في تشكيل اللجنة، وقال الراضي ل''التجديد'' إن فرقا نيابية طالبت بلجنة لتقصي الحقائق في أحداث العيون. وحسب قصاصة وكالة المغرب العربي للأنباء، فإن تشكيل اللجنة سيتم خلال الأسبوع المقبل، وكان حزب العدالة والتنمية قد طالب يوم الأربعاء 10 نونبر 2010 في مداخلته خلال مناقشة مشروع القانون المالية، بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في أحداث العيون. وقال الحسن الداودي، رئيس الفريق، إن أحداث العيون ''تسائل كافة مكونات الدولة والمجتمع خاصة منها المؤسسة البرلمانية لمعرفة الأسباب التي أدت بمواطنين إلى الاحتجاج عبر إنشاء مخيم قرب مدينة العيون، وكيف تم السماح بمئات الخيام للانتصاب مغيبة لسلطة الدولة وسيادتها؟، وكيف استغل البعض احتجاج هؤلاء المواطنين على ما يعتبرونه حقا مشروعا في السكن والشغل لإشعال فتيل الفتنة؟، وفي أي ظروف تم الاعتداء على شهداء الواجب الوطني وكيف يمكن تفادي ما وقع في المستقبل؟ إن هذه الأسئلة وغيرها ليس من سبيل للإجابة عليها إلا عبر لجنة لتقصي الحقائق. من جهته، قال محمد مبدع، رئيس الفريق الحركي، إن المكتب السياسي لحزبه تدارس موضوع تشكيل لجنة تقصي الحقائق، وأكد بدوره أن الفرق النيابية تنتظر موافقة مكتب مجلس النواب، للشروع في اختيار أعضاء اللجنة، التي ستشكل بعد العيد. ووصف سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، الخطوة ب''الإيجابية جدا''، وأوضح ل''التجديد'' أن اللجنة لن تبحث فيمن أحيل على القضاء، بل ستركز عملها على مخيم اكديم انزيك، كيف تشكل وكيف حصل ما حصل من قتل وتخريب وإحراق، وذلك طبقا لما هو منصوص عليه في المادة 42 من الدستور. واعتبر محمد مبدع، من جهته، أن تشكيل اللجنة يعد في مصلحة المغرب أمام المنتظم الدولي، ومن شأنها أن تكشف فضائح وسائل الدعاية الجزائرية والإسبانية والبوليساريو. هذا، وتحدثت تقارير إعلامية أن مجلس الأمن الدولي سيعقد، اليوم الثلاثاء، اجتماعا لمدارسة أحداث العيون، وقالت إن المبعوث الأممي كريستوفر روس سوف يدلي بإفادته حول التطورات التي تشهدها الأقاليم الصحراوية، كما سيقوم بإطلاع المجلس على نتائج الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة التي جرت بين المغرب وجبهة البوليساريو في مانهاست بأمريكا. وكشفت المصادر نفسها عن اجتماعات عقدها مسؤول كبير بوزارة الخارجية المغربية مع رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي المعتمدين بالمغرب، لاطلاعهم على تطورات ملف الصحراء، ومنها الأحداث التي شهدتها مدينة العيون. يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت تتكسر فيه الحملة الإعلامية للبوليساريو والجزائر وإسبانيا على الصور الفاضحة والمختلقة التي بثتها وكالة أنباء ''إيفي'' وقنوات تلفزية وصحف مكتوبة، زعمت أنها لضحايا من العيون، وتكشف أنها لا تمت بصلة للموضوع. وفشلت البوليساريو في كسب أنصار أقوياء في حجملتها ضد المغرب، سواء في أوربا أو أمريكا. وكشفت تقارير إعلامية أن البوليساريو والجزائر فشلا في حشد أعضاء الكونغرس ضد المغرب، فيما يتعلق بأحداث العيون، ولم يتجاوز عدد النواب الذين صدقوا مزاعم البوليساريو ومناصريها خمسة نواب -على خلاف ما كان في السنوات السابقة- ممن أقنعوهم بمختلف الوسائل بتوجيه رسالة للرئيس باراك أوباما حول ما وصفوه ب''عدم احترام المغرب حقوق الإنسان'' في المنطقة، دون أن يكلفوا أنفسهم التدقيق في تلك المزاعم. كما تراجعت حدة وسائل الإعلام الإسبانية عن تلفيق أخبار كاذبة وصور لأطفال غزة وجرائم قتل بشعة تم توظيفها ضد المغرب، قبل أن يضطر بعضها لتقديم اعتذارا عن تلفيق تلك الصور.