كشفت صحيفة صهيونية أن قائمة المطلوبين الفلسطينيين في الضفة الغربية لأجهزة الأمن الصهيونية أصبحت شبه فارغة، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل عشر سنوات، مرجعة ذلك إلى تعاون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. وجاء في تقرير لصحيفة ''هآرتس'' الصهيونية، أول أمس، أنه لم يعد هناك سوى عدد قليل جدا من المطلوبين في جنوب الضفة، وأن فراغ قوائم جهاز الأمن العام (الشاباك) والجيش الصهيوني من المطلوبين، دليل على التحسن الحاصل في الوضع الأمني في الضفة، وعلى التنسيق المتزايد بين جهاز الأمن الصهيوني وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية. وأشار التقرير، بحسب ''يونايتد برس إنترناشيونال''، إلى أن الضفة وخصوصا مدن نابلس وجنين إضافة إلى طولكرم وقلقيلية كانت الأماكن التي توجد فيها ''شبكات المسلحين الفلسطينيين الأكثر دموية'' خلال الانتفاضة الثانية. وذكر التقرير أنه إلى جانب انتهاء أسماء المطلوبين في قوائم الشاباك والجيش الصهيوني، فإن التنسيق الأمني تزايد مع أجهزة الأمن الفلسطينية التي نفذت نشاطا حازما ضد المقاومين الفلسطينيين في الضفة بعد يونيو عام ,2007 وبعد ''سيطرة حماس على قطاع غزة وطرد قيادة فتح من هناك''. وأضاف تقرير الصحيفة الصهيونية أن سلطة محمود عباس اعتقلت المئات من نشطاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في الضفة، وفي موازاة ذلك بلورت السلطة الفلسطينية تفاهمات مع كيان العدو حول اعتقالات لحماية مطلوبين، وبعد ذلك إطلاق سراح المئات من نشطاء فتح بعد تعهدهم بوضع أسلحتهم والتوقف عن ممارسة أي نشاط ضد الكيان الصهيوني. وقال التقرير إن كيان العدو سمح لهؤلاء المطلوبين الذين لم يكونوا ضالعين في قتل صهاينة ب''الإفلات من العقاب''، في إطار محاولة استقرار الواقع الميداني بمساعدة الأجهزة الفلسطينية. وأضاف أن السلطة الفلسطينية واصلت حملة اعتقالات واسعة في صفوف مقاومي ''حماس'' و''الجهاد الإسلامي'' خلال شهر أكتوبر الماضي واعتقلت 120 ناشطا خلال الشهر نفسه. وذكر المراسل العسكري لهآرتس أنشيل بيفر أن السلطة الفلسطينية سلمت كيان العدو كميات من الأسلحة التي ضبطتها بحوزة نشطاء فلسطينيين في الضفة. وكتب بيفر أن هناك ''مؤشرا آخر على التعاون المتزايد بين جهاز الأمن'' الصهيوني و''أجهزة الأمن في السلطة الفلسطينية، والذي تم التعبير عنه بالارتفاع الكبير الحاصل في الشهور الأخيرة في الحالات التي سلمت فيها السلطة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي كميات من الأسلحة'' التابعة للتنظيمات الفلسطينية المقاومة. ونقل المراسل عن ضابط صهيوني كبير قوله إن تسليم الأسلحة يكاد يكون حدثا يوميا في الفترة الأخيرة، فيما قال ضابط آخر يعمل في منطقة أخرى إن السلطة تسلم أسلحة للجيش مرة واحدة كل أسبوع على الأقل.