الأرقام التي كشفت عنها مصالح الجمارك المغربية عن التسعة أشهر الأولى من سنة 2010 حول التهريب تعتبر صادمة، إذ تم حجز 89 مليون سيجارة مهربة، في حين أنها لم تحجز سنة 2007 سوى 16,2 مليون سيجارة و 25,2 مليون سيجارة مهربة سنة .2009 هذه الأرقام التي تضاعفت أكثر من خمس مرات يمكن تفسيرها بأحد أمرين: الأول بفعالية مصالح الجمارك في مواجهة هذه الظاهرة، خاصة أن هذه المصالح سجلت أن الموانئ أصبحت أكثر المعابر لتهريب السجائر مع اعتبار الضغط الذي تشكله شركة ألطاديس التي تتضرر منتوجاتها بسبب التهريب. أما التفسير الثاني، فيمكن عزو ارتفاع التهريب إلى المغرب إلى حجم الإغراء الذي يمثله السوق المغربي الذي تستهلك فيه سنويا حوالي 16 مليار سيجارة مما يشجع شبكات التهريب الدولية لغزوه. وفي الحالتين معا، فإن هذه الأرقام، تطرح تحديا قيميا خطيرا، لاسيما وقد أكدت دراسات كثيرة على تزايد ظاهرة تعاطي السجائر في الوسط المدرسي، وهو ما يفيد بأن فعالية مصالح الجمارك تبقى غير كافية، في غياب مقاربات أخرى تربوية ودينية وثقافية وإعلامية، وفي ظل ضعف السياسة الصحية المعتمدة لمواجهة التدخين.