اعتبر الدكتور صالح هاشم، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية أن نسبة عدد الطلاب في الجامعات العربية بالنظر إلى عدد السكان تظل ''نسبة جد متدنية''، إذ لا تتجاوز أعلى نسبة في الدول العربية 2700 طالب لكل 100 ألف نسمة، بينما تبلغ في بعض الدول المتقدمة ستة آلاف طالب لكل 100 ألف نسمة، وتحدث صالح هاشم، الذي ألقى الدرس الافتتاحي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله أول أمس بفاس، حول ''التعليم العالي في العالم العربي: رهانات وتحديات''، -تحدث- عن زيادة عدد الطلبة في الجامعات العربية، إذ سجلت سنة 1998 أزيد من ثلاثة ونصف المليون طالب وطالبة، بزيادة تسعة في المائة، وهي النسبة التي سترتفع هاته السنة إلى 20 في المائة، إذ من المنتظر تسجيل ثمانية ملايين طالب في الجامعات العربية، واعتبر هاشم أن هاته الزيادة لم يواكبها الرفع من الانفاق على قطاع التعليم العالي بالوطن العربي، حيث وصل حجم الانفاق هاته السنة إلى 30 مليار في مجموع الأقطار العربية، وهو ما يعادل أقل من 5,1 في المائة من الناتج المحلي في مجمل الدول العربية، واعتبر هاشم صالح، أن التعليم العالي في الوطن العربي له دور أخطر مما له في الدول الأخرى، بفعل ''التحديات التي تواجهها الأمة العربية في مسيرتها الحضارية الراهنة، منها الداخلية والمتمثلة في محاربة الجهل والتخلف وضعف المستوى المعيشي''، ومنها الخارجية التي يمثلها ''الغزو الحضاري اليومي للذات العربية في عقر دارها''. وتطرق الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، إلى عدد من مشكلات التعليم الجامعي والعالي، وأشار إلى ظاهرة هجرة الأدمغة، معتمدا على بعض الإحصائيات التي تؤكد أن العالم العربي يفقد كل سنة 50 في المائة من الأطباء، ونحو 23 في المائة من المهندسين، و15 في المائة من العلميين بمختلف التخصصات، واعتبر المتحدث أن من بين المشكلات أيضا، نقص في هيئة التدريس، إذ أن نمو أعضاء هاته الهيئة أبطأ من نمو عدد طلاب التعليم الجامعي والعالي، حيث يسجل نمو أعضاء هيئة التدريس ب9 في المائة مقابل نمو الطلبة ب12 في المائة، ودعا هاشم إلى وضع ''خطة استراتيجية جادة على المستوى النظري والعلمي لإعداد كوادر تدريسية مؤهلة علميا لسد النقص الحاصل والمتوقع''. وبخصوص حجم الإنفاق على البحث العلمي في العالم العربي، أفاد صالح هاشم أن الجامعات العربية ركزت في بداياتها على تخريج الكوادر المؤهلة لإدارة شؤون ومرافق الدولة، ولم يكن البحث العلمي هدفا ترعاه الجامعات أو ترصد له الأموال، يضيف هاشم، ''واقتصر إجراء البحوث من قبل أعضاء هيئات التدريس لغايات الترقية والنشر في الكتب والمجلات، دون الارتباط بخطط التنمية واحتياجاتها''، ويرى هاشم، أنه بالإضافة لهاته الاعتبارات، هناك ضعف الإنفاق المالي للدول العربية على البحث العلمي، فبينما ترصد ألمانيا 2 في المائة من دخلها السنوي للبحث العلمي، وروسيا أزيد من 3,5 في المائة، لا ''يزيد هذا الرقم عن 0,9 في المائة في معظم الدول العربية''. من جهة أخرى، دعا هاشم إلى حشد كل الطاقات لإنجاح خطط التعريب مع الارتقاء بمستوى التكوين والتحصيل ومواكبة الحركة العلمية العالمية، وأشار المتحدث إلى أن معظم الجامعات العربية لا تزال تعتمد على التدريس بغير لغة الأم، مؤكدا أن من شأن التعريب أن يثري اللغة العربية بالمصطلح ويجعلها قادرة على مواكبة النهضة العلمية والتقنية التي يشهدها العالم. يذكر أن اتحاد الجامعات العربية يضم في عضويته 231 جامعة عربية، منها 32 جامعة سودانية، و31 جامعة مصرية و13 جامعة فلسطينية، بينما تحظى أربع جامعات مغربية فقط بعضوية الاتحاد، الذي يعتبر من الاتحادات التي أنشأتها الجامعة العربية، واعتبر الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، في جوابه عن سؤال ل''التجديد'' حول سبب غياب أغلب الجامعات المغربية، أن هناك شروطا معينة للانضمام، وأن هناك عشرات الطلبات من مختلف الدول العربية لم يتم البث فيها بعد، بينما ذكر رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، في تصريح ل''التجديد''، بأن جامعة فاس، تسعى لعضوية الاتحاد، من خلال إبرام شراكة أولية بين الاتحاد والجامعة، وقعت يوم الأربعاء 3 نونبر 2010 بفاس.