بعض النساء تقمن بإرضاع أطفال جاراتهن حتى تتوطد العلاقة بينهم ويعتبرن أن هؤلاء الأطفال أصبحوا بهذا الشكل أبناءهن بالرضاع؟ بالرغم من أنهن لا تتوفرن على حليب؟ ويقلن بأن الإرضاع بالثدي الناشف أصعب من الثدي الذي يجري بالحليب؟ ماذا تقولون في هذا الأمر؟ الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد، لا يتحقق فيما تتحدث عنه السائلة الكريمة لا تعريف الرضاع لغة ولا شرعا ولا جملة من شروطه. فالرضاع لغة من رضع أي امتص اللبن من الثدي وشرعا هو وصول لبن امرأة لجوف رضيع.. وهذا كله لا وجود له هنا لأن الحليب لا أثر له. كما أن من شروط الرضاع الشرعي التي ذكرها الفقهاء والتي تنبني عليها الأحكام الشرعية هو وجود لبن الآدمية الدافع للجوع والمنبت للحم. ففي الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فَإنّ الرّضَاعَةَ مِنَ الْمَجَاعَةِ) وفي سنن أبي داود عن ابنِ مَسْعُودٍ قال: لا رَضَاعَ إِلاّ مَا شَدّ الْعَظْمَ وَأَنْبَتَ اللّحْمَ. وفي حالتنا هذه لا دفع للجوع ولا إنبات لحم ولا شد عظم. والله الموفق للصواب.