أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري، الأسبوع الماضي ، أن صندوق المقاصة من الملفات الجوهرية التي تدبرها الحكومة.وأضاف الناصري في لقاء صحفي عقب انعقاد مجلس للحكومة، أن الحكومة تحدوها رغبة سياسية شجاعة للقيام بإصلاح نظام المقاصة الذي هو مطروح في الأجندة المغربية منذ سنوات طويلة، حيث لم تتوفر لأي حكومة إلى يومنا هذا الإرادة السياسية أو الجرأة أو الظروف المناسبة كي تقوم بتحريك آليات مراجعة وإصلاح هذا الصندوق. وشدد على أن ملف صندوق الموازنة تتابعه الحكومة باستمرار ، وقال ولنا مرجعية واحدة في التعامل مع الصندوق هي كيف نقدم خدمة لأكثر الفئات الاجتماعية هشاشة لأنه صندوق أنشئ لهذه الغاية.وأعرب وزير الاتصال عن اعتقاده بأن أداء الصندوق سلبي بالرغم مما يكلفه من مصاريف باهضة تثقل كاهل الميزانية، كما أن مردوديته ليست إيجابية لأنها لا تقوم على ما يلزم من العقلانية، وهذا أمر ثابت. وخلص إلى أن الحكومة تسعى إلى أنجع السبل التي تمكن الفئات التي هي بحاجة إلى خدمات الصندوق من الاستفادة من ذلك على الوجه الأمثل. نتائج الدراسة قام بها مرصد الظروف المعيشية للسكان، تؤكد بأن 20 في المائة من الأسر الأكثر غناً تستحوذ على أكثر من 40 في المائة من الدعم الغذائي، و20 في المائة من الأسر الفقيرة، لا تتجاوز نسبة الدعم والمحددة 7 في المائة، إلا أن سياسة الدعم لم تعرف تغييرا. وأكدت دراسة للمندوبية السامية للتخطيط أنه انتقل الفرق من الاستفادة من صندوق المقاصة، ما بين الفقراء وغير الفقراء من ضعفين(1,2 ) سنة 2001 إلى ضعفين ونصف (5,2 ) سنة ,2007 و أنه في الوقت التي تبلغ فيه استفادة الفقراء السنوية من صندوق المقاصة 222 درهم ترتفع حصة استفادة غير الفقراء إلى 551 سنة .2007 ويبرز الاختلال في الاستفادة من صندوق المقاصة بين الفقراء والأغنياء جميع المواد المدعومة، سواء تعلق الأمر بالدقيق المدعوم أو السكر أو البوتان أو باقي المحروقات المدعومة. ولم تتغير هذه التغييرات ما بين سنتي 2001 و2007 إلا أنها تعمقت وازدات اتساعا. وحسب ما أبان عنه تقرير الاستهداف الجغرافي للفقر المنجز من قبل المندوبية السامية للتخطيط، إذ إن الخمس الأكثر غنى ( 20 في المائة من الأسر) ستتوحد على أكثر من 40 في المائة من الدعم الغذائي، وأكثر من 50 في المائة من دعم التعليم الثانوي والعالي. وعلى وجه التحديد ، تتراوح حصة الخمس الأكثر غنى في الدعم الغذائي بين 40,2 في المائة بالنسبة لدقيق القمح الطري و 41,2 في المائة بالنسبة لدقيق السكر و 48 في المائة بالنسبة لزيت المائدة. وفي المقابل، لا تتجاوز حصص الخمس الأكثر عوزا 6,1 في المائة و 9,3 في المائة و 6,3 في المائة على التوالي . وتجدر الإشارة إلى أن الحديث عن إصلاح صندوق المقاصة بدأ منذ 1982 إلا أن دار لقمان بقين على حالها.