شددت الخرطوم، يوم السبت 16 أكتوبر 2010 ، على رفضها القاطع لنشر قوات أممية عازلة على الحدود بين شمال وجنوب السودان، وسط دعوات لاتخاذ قرار سياسي وعسكري عاجل في هذا الصدد، وحذرت من ضغوط غربية تمهد لمشروع مبكر لتقسيم السودان، واتهمت الإدارة الأمريكية بتبني هذا الموقف بناء على طلب سلفاكير ميارديت رئيس الحركة الشعبية من وفد مجلس الأمن الذي زار البلاد الأسبوع الماضي. وأكّد المقدم الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني رفض السودان نشر قوات أممية عازلة على الحدود بين الشمال والجنوب. وقال سعد لوكالة السودان للأنباء: حديث مسؤول عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة، ألان لوروا، حول نشر قوات أممية عازلة على الحدود بين الشمال والجنوب لا يعبر إلا عن جهل بمجريات الأحداث الحقيقية في السودان، أو تحرشًا يستهدف استقراره وسلامته. وكان ربيع عبد العاطي المسؤول الكبير في حزب المؤتمر الوطني، الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير قد أعلن الجمعة الماضية أن الأممالمتحدة لا يمكنها إرسال جنود لحفظ السلام إلى الحدود بين شمال البلاد وجنوبه، من دون الموافقة المسبقة للحكومة المركزية في الخرطوم. وقال عبد العاطي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية: لا أعتقد أن الأمر قانوني. ينبغي توجيه اقتراح إلى الحكومة. لا يستطيع مجلس الأمن نشر مزيد من الجنود من دون موافقة الحكومة. من جهة أخرى، أكد مستشار الرئيس السوداني للشؤون الأمنيّة صلاح عبد الله قوش مؤخرًا: إنّ اتفاق السلام لم يتضمن نشر قوات على الحدود، وحدد مهام القوات الدولية في مراقبة اتفاقية السلام. من جانبه، اتهم المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم الحركة الشعبية وحكومة الجنوب بمحاولة استعداء المجتمع الدولي على السودان، وحذر من أن من وصفهم ب أمراء الحرب فيها يسعون لإشعال الحرب مع الشمال مرة أخرى. من جانبه قال إبراهيم غندور، أمين العلاقات السياسية بالمؤتمر الوطني الحاكم: الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب تحاول أن تخرج وتدخل البلاد في تعقيدات مع المجتمع الدولي. واتهم غندور من أسماهم ب أمراء الحرب داخل الحركة بالسعي لإشعال الحرب بين الشمال والجنوب مرةً أخرى وقال: سيظل الشماليون والجنوبيون إخوة مهما حاول البعض وضع المتاريس. وأردف: بعض قيادات الحركة الجنوبية يعتقدون أن الاستقواء بالمجتمع الدولي يمنحهم مزيدًا من الضغط على الخرطوم، ونحن لا نريد العودة للحرب حتى إذا وقع الانفصال. وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قد أعلن أنه ملتزم بإجراء الاستفتاء الخاص بتقرير المصير في الجنوبي، وقال: لن نقبل بديلاً عن الوحدة، والدماء ما سالت على ثرى الجنوب الحبيب إلا لتروي فيه شجرة التوحد. جدير بالذكر أنّ قوة دولية تابعة للأمم المتحدة تتمركز في السودان، وتتكون من عشرة آلاف جندي، وتقوم بمراقبة التزام الطرفين باتفاقية السلام الشامل الموقعة بينهما عام 5002، وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت مؤخرًا عزمها نشر قوات دولية في مناطق على الحدود بين شمال وجنوب السودان خلال الأسابيع المقبلة بزعم ضمان تحقيق استقرار الوضع الأمني مع اقتراب استفتاء حق تقرير مصير الجنوب. من جانبها، انتقدت الحكومة السودانية على لسان مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني تحذيرات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي عبر فيها عن مخاوفه من سقوط ملايين القتلى إذا فشل استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان. وقال إسماعيل في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة إن أوباما يتلقى تقارير من جهات لا تعرف ماذا يجري في السودان. وأضاف أنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها عن السودان بهذه الطريقة ولن يكون آخر تصريح، فهو يسمع إلى مجموعات الضغط ويدلي بهذه التصريحات. كما انتقد مستشار الرئيس السوداني موقف واشنطن حيال وحدة السودان، قائلا إن الولاياتالمتحدة كانت في البداية تقول إنها تريد للسودان أن يبقى موحدا، ثم تحركت قليلا للقول إن ما يريده الجنوبيون تقبل به، واليوم ارتفع صوت حديثها عن أن الانفصال سيكون حتميا. واستبعد إسماعيل الخيار العسكري للحفاظ على وحدة السودان إذا اختار الجنوبيون الانفصال، وقال لقد تم سحب الجيش السوداني بالكامل من الجنوب. وكان الرئيس الأمريكي قد كرر الخميس الماضي التزامه بإجراء استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان بطريقة سلمية ووفق ما هو متفق عليه، محذرا من سقوط ملايين القتلى إذا فشلت العملية.