أصدر مجلس التعليم العالي في تركيا قرارا بمعاقبة كل من يمنع الطالبات المحجبات من الدخول إلى صفوفهن بالحرم الجامعي. وقالت وكالة (إخلاص) للأنباء التركية: إن هذا القرار استبق المسودة التي تدرسها حكومة حزب (العدالة والتنمية) مع حزب المعارضة (الشعب الجمهوري) لرفع الحظر عن الحجاب في تركيا. وأضافت الوكالة أن مجلس التعليم العالي التركي أرسل تعليمات إلى كافة الجامعات بالسماح للمحجبات بمزاولة دراستهن دون أي عوائق، فيما أعلن المجلس أنه سيتم تحويل أولياء التعليم الذين يرفضون الامتثال لهذه التوجيهات إلى الاستجواب. ويأتي هذا القرار بعد أن أرسلت طالبة محجبة في جامعة اسطنبول احتجاجا إلى مجلس التعليم العالي بسبب إخراجها من صفها عنوة بداعي ارتدائها الحجاب. وكانت التعديلات الدستورية التي تم الاستفتاء عليها الشهر الماضي قد مهدت الطريق أمام رفع الحظر عن الحجاب في الجامعات والذي دخل حيز التنفيذ في عام 1997م. وهذه التعديلات الجديدة صعبت من عملية منع الأشخاص من الحصول على التعليم العالي إلا في حال مخالفتهم للقانون بشكل واضح، وبموجبها لم يعد ارتداء الحجاب في تركيا يشكل مخالفة قانونية. وعلى صعيد متصل استنكر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المقترح الذي طرحه زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو بشأن الاقتداء بالنموذج الإيراني لحل مشكلة الحجاب، معربا عن خيبة أمله الكبيرة جراء هذا الاقتراح. وكان قليج دار أوغلو قد صرح أمس الأول لجريدة تركية محلية أنه على ثقة من أن طريقة ربط الشعر مع كشف جزء منه سيحل مشكلة الحجاب!! مشيرا إلى أن النساء في باكستان وإيران يتحجبن بهذا الشكل، وقدم مثالا على ذلك رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بنازير بوتو! واتهم أردوغان حزب الشعب الجمهوري قائلا: إنه بث مخاوف وهمية لدى الشعب التركي أعواما طويلة من أن السماح للمحجبات بالدراسة في الجامعات أو العمل في المؤسسات الحكومية سيحول النظام العلماني التركي إلى نظام مشابه للنظام الإيراني، وأضاف:لقد صال وجال حزب الشعب الجمهوري لسنوات طويلة على هذا المنوال، ثم خلص إلى اقتراح يقضي بالتحجب على الشاكلة الإيرانية! وتابع قائلا :يالهول هذا التناقض! هل بمقدور أحد أن يقول لفتاة: تحجبي على الطريقة الإيرانية!! هل هذه المسألة هي مجرد شكل الحجاب أو ما يكشف عن مقدار الشعر؟! أم إنها حق حرية العيش وفق الشعائر الدينية؟!.