دعا عبد الإله بن كيران، الأمين العام للعدالة والتنمية، إلى بذل الجهود في نصرة مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، وحمّل بن كيران، في كلمته بمؤتمر جمعية مستشاري العدالة والتنمية يوم السبت 25 شتنبر 2010 بالرباط، الجزائر مسؤولية حمايته، وضمان عدم تعرضه لأي أذى، موضحا أن حزبه يعتبر الجزائر هي المسؤولة عن مصيره، كما يعتبر أنها التي افتعلت مشكلة الصحراء لتحاصر المغرب جنوبا كما حاصرته شرقا. وقال بن كيران إن ولد سلمة الذي نشأ تحت هيمنة الجزائر، وتعرض لغسيل دماغ طوال 30 سنة، كما تقلد مسؤوليات لدى جبهة البوليساريو، ولم يمنعه ذلك من دخول المغرب، حيث اكتشف أنه عاش 30 عاما من الكذب والإيهام والخزعبلات، وأن المغرب حقق تنمية عجزت عنها الجزائر، رغم إمكانياتها، وقال إن شجاعة ولد مولود في تبني خيار الحكم الذاتي، وعودته إلى المخميات للدفاع عنه، رغم أنه كان يعرف أنهم سيعتقلوه، يوجب على المغرب بذل جهوده كاملة لنصرة هذا الشاب. وأضاف أن اعتقال ولد سلمة يؤكد أن صدر الجزائر ضيق، وتتصرف بمنطق الحسد، وطالب بن كيران المنتظم الدولي، وإسبانيا بالخصوص، أن تلعب الدور نفسه اتجاه ولد مولود، كما فعلت مع أميناتو حيدر. كما طالب الدولة المغربية بالعمل الجاد من أجل استرجاع سبتة ومليلية والجزر المحتلة التي دام احتلالها أكثر من اللازم. من جهة أخرى، انتقد بن كيران الوضع السياسي في البلاد بشدة، وقال إن التضييق على حزبه اليوم، إنما هو ثمن تقدمه في انتخابات ,2002 حيث ارتفع عدد أعضائه من 14 نائبا في البرلمان إلى 42 نائبا، ثم رفضه للمشاركة في حكومة جطو بعد ذلك. وأوضح بن كيران أن المغاربة تنفسوا شيئا من النزاهة في تلك الانتخابات، لكن أحداث 16 ماي الإرهابية قلبت كل شيء، وقال إنه يستغرب عدم الإعلان لحد الآن عمن كان وراء تلك الأحداث، مضيفا بالقول أنه في جميع الأحوال فهي دبرت لاستهداف الحركة الإسلامية عموما، والعدالة والتنمية خصوصا. وقال بن كيران إن من نتائج تلك الأحداث، دفع بعض السياسيين لتبني المطالبة بحل العدالة والتنمية، مجددا الشكر للملك محمد السادس الذي وقف في وجه التيار الاستئصالي. وأضاف بن كيران أن التيار الاستئصالي شرع منذ ,2003 ومن داخل وزارة الداخلية، في التضييق على الحزب، مشيرا في هذا السياق إلى الملفات التي أثيرت ضد مسؤولي الحزب في الجماعات التي يسيرونها، مثل تمارة وغيرها. وأضاف بن كيران أن التيار الاستئصالي لم ينجح من خلال بعض مؤسسات الدولة، فأراد التجريب من خارجها، حيث جاء إلى البرلمان بثلاثة نواب فقط، فإذا به يصبح الأول في رمشة عين، بعد تأسيس حزب ظل يعامل معاملة خاصة، وهو نوع من الميز الحزبي يقول بن كيران، الذي هاجم حزب الأصالة والمعاصرة لتدخله المستمر في فك تحالفاته، آخرها (يقول بن كيران): محاولته فك الارتباط بين عمدة الرباط، فتح الله ولعلو، وبين العدالة والتنمية، مؤكدا أن حزبه سيستمر في دعم ولعلو. وقال بن كيران إن حزبه ماض في نضاله، لأنه يعتبر أن السياسة قيام بالواجب وليس صراع حول المناصب، مؤكدا على خياره في النضال الديمقراطي حتى النهاية، واعتبر المتحدث أن ما يقع سيؤدي إلى مشاكل، وعلينا نحن أن نزرع الأمل، لأنه في وقت الشدة يؤدي الثمن أبناء البلد المخلصون، وأنتم منهم مخاطبا مستشاري الحزب. وأضاف، لقد جئنا لنساهم في الإصلاح وسنظل في مواقعنا مطالبين بالإصلاح. وشدّد بن كيران أن العدالة والتنمية لن يقبل هيمنة الحزب الوحيد، ولن نقبل بمنطق الصفقات في السياسة، مصرا على أن المغرب دولة تعددية ويجب أن تبقى كذلك، وأول شروط ذلك انتخابات نزيهة، لأن المغاربة عياو من المفاجآت، داعيا إلى إقرار التصويت بالبطاقة الوطنية بدل بطاقة الناخب. كما دعا بن كيران إلى إصلاحات دستورية، وقال لابد لنا من إصلاحات دستورية تسمح لنا بمؤسسات قوية، بحيث تكون لنا حكومة قوية لها صلاحيات كافية للتصرف، ومعارضة قوية كذلك، وقال إن حزب العدالة والتنمية يريد إصلاحات تكون في صالح الجميع، ملكا وحكومة وشعبا؛ معلنا أن لجنة داخل الحزب منكبة على بلورة تعديلاته، التي سيقترحها وسيعلن عنها في الوقت المناسب. واسترسل قائلا؛ إن الذين يسعون ضد الحزب بالتشويش لن يفلحوا في ذلك، مادمنا متمسكين بالنزاهة والاستقامة ووحدة الصف، مؤكدا أنه ما دام المغرب يسير بأقل من الديمقراطية، وبانتخابات غير نزيهة وشفافة، ف إن العدالة والتنمية سيبقى حزبا رئيسيا وقويا، وانتصاره سيكون قريبا، مؤكدا أن انتصارنا سيكون انتصارا للشعب، وللمباديء والقيم التي يدافع عنها. وفي تقييمه لسنوات ما بعد الاستقلال، قال بن كيران إن المغرب ضيّع 40 سنة في التنازع حول الحكم، بين الملكية من جهة، والمعارضة من جهة ثانية، بدل الانخراط في التعبئة لتحقيق التنمية، وهو صراع - يقول بن كيران - غذاه طرف ثالث غير محدد، استفاد من الصراع للتقرب من دوائر القرار، ومراكمة الثروة، واستغلال مواقعه على حساب الشعب الذي دفع ثمن كل ذلك. وكان من نتائجه عدم الاستقرار في الحياة السياسية، حيث هوى المواطنون في اتجاه، ونتائج الانتخابات عكس ذلك. وقال بن كيران إن هذه الفئة التي ألفت الثروة السهلة، تلاعبت بمقاييس النجاح، في تحقيق الثروة أو الوصول إلى المناصب، حيث يكون الشخص في الصباح برلماني وفي المساء وزير على حد قوله، إذ تستدعي مواجهتها من كل شريف في هذا الوطن.