اعتقلت السلطات الجزائرية صحفيين يعملان بأسبوعية الصحراء المغربية، كانا قد توجها إلى تندوف، يوم الجمعة الماضي، لتغطية عودة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود. وقالت إدارة الصحيفة إن الصحفيين اعتقلا لدى نزولهما من الطائرة، فجر يوم السبت 18 شتنبر 2010، وتم استنطاقهما لمدة ثلاث ساعات ونصف بمفوضية الشرطة بالمطار، من لدن مختلف مصالح الأمن، قبل أن يتم نقلهما إلى أحد الفنادق، حيث أبلغا بعدم مغادرته حتى إشعار آخر. وفي سياق متصل، طالبت النقابة الوطنية للصحافة المغربية برفع الحجز عن الصحافيين المعتقلين، والسماح لهما بالقيام بعملهما المهني، بدون تضييق أو منع. وقالت النقابة، في بلاغ لها، إنها تتابع بقلق شديد تطورات احتجاز الصحافيين محمد السليماني ولحسن فيتبادار، في أحد فنادق تندوف، من طرف الشرطة الجزائرية، التي أخضعتهما لاستنطاق بوليسي، في أحد مخافر المطار، عند وصولهما لهذه المدينة، دام أكثر من ثلاث ساعات. وفي السياق ذاته، ارتفعت وتيرة التضامن مع مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، من أجل حمايته وضمان حقه في التعبير عن رأيه داخل مخيمات تندوف، حيث توجد عائلته وأسرته، وذلك خوفا من تعرضه للتعذيب أو القتل على يد جبهة البوليساريو. في هذا السياق، وجّه مفكرون ومثقفون وحقوقيون مغاربة نداء إلى نظرائهم الإسبان، يدعونهم إلى التضامن مع مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، من أجل حقه في التعبير عن رأيه بما يدعم النقاش الحر. وأكد موقعو النداء، من بينهم العربي المساري، ومحمد الطوزي، وعبد الله حمودي، ومحمد الصبار، ونبيل عيوش، وآخرين، أكدوا أن مصطفى ولد سلمى تعرض للاختطاف رفقة أفراد عائلته بالسمارة سنة ,1979 حيث تم اقتيادهم بالقوة إلى مخيمات تندوف، وبعد 30 عاما، قام بزيارة إلى عائلته في الصحراء المغربية... ... ولمّا قرّر العودة إلى أسرته بمخيمات تندوف، حيث توجد زوجته وأبناؤه الأربعة، عقد ندوة صحفية أعلن فيها دعمه لمقترح الحكم الذاتي باعتباره الحل الأفضل، وناشد موقعو النداء المثقفين والإعلاميين والمدافعين عن حقوق الإنسان بإسبانيا، التضامن مع ولد سيدي مولود لأننا نرفض دوما وبقوة أن يترتب عن إبداء الرأي والحق في التعبير الحر عنه، أية قرارات ترمي إلى التضييق على الأشخاص وذويهم، وتهدد بالزج بهم في قفص الاتهام بالخيانة. في السياق ذاته، أعربت شبكة الجمعيات المغربية بإيطاليا عن انشغالها إزاء التهديدات التي يتعرض لها ولد سيدي مولود، الذي يواصل حاليا رحلته إلى مخيمات تندوف، على الرغم من محاولات البوليساريو ثنيه عن ذلك. ودعت شبكة الجمعيات المغربية بإيطاليا، التي عبرت عن مخاوفها من مغبة تنفيذ التهديدات التي تعرض لها ولد سيدي مولود، إلى التعبئة العامة من أجل تمكينه من الالتحاق بذويه سالما معافى. ودافعت الشبكة عن حق ولد سيدي مولود في التعبير بكل بحرية عن آرائه الخاصة، وفقا لمقتضيات الميثاق العالمي لحقوق الإنسان. وأكدت الشبكة أيضا، على ضرورة مواصلة التعبئة إلى أن تقرر الحكومة الجزائرية اتخاذ إجراءات ملموسة لضمان سلامة المفتش العام لما يسمى بشرطة البوليساريو وسلامة أفراد عائلته، وأن يستعيد حريته في التنقل والتعبير.