خرج أنصار رئيس بلدية طهران الفائز في الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الإيرانية محمود أحمدي نجاد إلى الشوارع للاحتفال بفوز مرشحهم بعد منافسة شرسة مع الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني. وقد حظر المرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي الاحتفال بالفوز داعيا أنصار نجاد إلى ضبط النفس بعد حملة قاسية وصف خلالها معسكر رفسنجاني منافسهم بأنه فاشي ومتطرف. ولكن مجموعات من الجماهير انطلقت إلى الشوارع في مواكب صغيرة من السيارات وهم يلوحون بملصقات نجاد ويطلقون أبواق السيارات احتفالا بفوز رجل ينظر إليه الكثير من فقراء إيران في القرى والمدن على أنه منصفهم. وقال سعيد سامي (23 عاما) وهو عضو في مليشيا الباسيج التي يقول خصومها إنها استخدمت لترويع العديد من الناخبين من أجل دعم أحمدي نجاد أنا سعيد بأن نجاد انتخب لأنه لا ينتمي إلى أي جماعة ونحن بحاجة إلى أن يبدأ إصلاحاته وأعمال البناء. لكن الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني الذي خسر أمام نجاد اتهم خصومه السياسيين باستخدام إمكانات الدولة بشكل غير شرعي للانتصار عليه في الانتخابات. وقال رفسنجاني في رسالة وجهها للشعب الإيراني لقد استخدموا كل إمكانات الدولة بطريقة منظمة وغير شرعية للتدخل في الانتخابات، وأوضح أن خصومه الذين ساعدوا في وصول نجاد إلى سدة الرئاسة قد أنفقوا مئات المليارات لتشويه سمعته وسمعة عائلته. في واشنطن شككت وزارة الخارجية الأمريكية في عملية الانتخابات برمتها، وذلك بعد استبعاد نحو ألف شخص كانوا ينوون ترشيح أنفسهم. واتهمت الخارجية الأمريكية النظام الإيراني بأنه لايزال خارج سياق التغييرات الديمقراطية التي تجرى بالمنطقة، فيما أكد البيت الأبيض أن واشنطن ستواصل دعمها لمن وصفهم بدعاة الحرية الإيرانية. كما أن وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر انتقد الاستبعاد المسبق لمرشحين ومرشحات، مشيرا إلى نقاط خلل كثيرة شابت عملية الاقتراع. في لبنان اعتبر حزب الله أن انتخاب نجاد يدل على قدرة الشعب الإيراني على مواجهة التحديات في إشارة إلى الولاياتالمتحدة. وقال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في بيان إن كل المراهنات التي عقدتها الولاياتالمتحدة وبعض الدول الغربية على فشل إيران في أن تعطي صوتا متماسكا وقويا وفعالا في الانتخابات قد سقطت. وقد رحبت الكويت وقطر والمغرب بفوز نجاد فيما اعتبر محللون خليجيون أن هذا الفوز قد يؤدي إلى تأزم في علاقات إيران الإقليمية على غرار الأيام الأولى للثورة الإسلامية بقيادة الخميني. وفي أول رد فعل إسرائيلي على فوز نجاد قالت الخارجية الإسرائيلية في بيان إن فوزه لا يعطي أي أمل في تبديد المخاوف إزاء برنامج إيران النووي. وأوضح البيان إذا كان أحد في المجتمع الدولي يأمل تغييرا في سياسات إيران النووية فمن الواضح الآن أن مثل ذلك التغيير لن يحدث. ودعا البيان المجتمع الدولي إلى مواصلة العمل على منع أي تهديدات نووية إيرانية. من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي واليابان نجاد إلى مواصلة التعاون مع الجهود الأوروبية الساعية إلى طمأنة المجتمع الدولي بشأن برنامج طهران النووي. فيما كان رد الفعل الروسي الأكثر ودية، حيث هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإيراني الجديد بالفوز، معربا عن أمله في أن تشهد علاقات بلديهما تطورا خلال السنوات المقبلة. كما أعلن بوتين في رسالة تهنئة بعث بها إلى نجاد استعداد موسكو لمواصلة التعاون النووي مع طهران، دون الإخلال بالتزاماتها في مجال حظر انتشار الأسلحة النووية. ومع أن باكستان أعربت عن أملها في مواصلة تعزيز علاقاتها مع إيران في ظل الرئاسة الجديدة، فإن المتحدث باسم خارجيتها حرص على التأكيد على أن بلاده الحليفة لأمريكا في حربها على الإرهاب تأمل أن يكون لنتيجة الانتخابات الإيرانية انعكاس إيجابي على السلام والاستقرار بالمنطقة. ويقول محللون سياسيون إن فوز نجاد الذي حصل على نحو 26% من أصوات الناخبين يغلق الباب تقريبا أمام حدوث انفراج في العلاقات الأميركية-الإيرانية. المصدر: وكالات