خلف إطلاق ثلاثة رصاصات على صاحب محل للمجوهرات بقيسارية الرحمة بمدينة برشيد، يوم الخميس الماضي، هلعا وذعرا بين التجار، أصيب على إثرها بوعزة البوزالي (صاحب المحل) في ساقه. واستنفر صوت الرصاص السكان ورجال الأمن، الذين حضروا بعد حوالي 40 دقيقة لعين المكان، قصد التحقيق. كان الجو حارّا، والناس تتهيأ للرجوع إلى منازلها، إذ اقترب موعد الإفطار، وفجأة توقفت سيارة رباعية الدفع أمام محل مجوهرات حميد، وقد نزل منها شابين يرتديان لباسا عصريا أنيقا، بينما ظل السائق في السيارة ينتظر، حسب ما رواه شهود عيان ل التجديد. يقول إدريس م كان محل حميد مليئا بالزوار، فتوجها إلى محل ثان، هو محل البوزالي الذي كان داخل المحل لوحده، اقتحما المحل وسألاه عن أثمنة بعض المجوهرات، بشكل متكرر، فوقع بينهما سوء تفاهم، يبدو أنه كان مقصودا من الشابين، تطور لمشادات كلامية دفعت بصاحب المحل نحو الصراخ في وجههم، وكانت بجانبه عصا، أخذها واحد منهم وضربه بها على وجهه، إذ من قوة الضربة تكسرت عليه. يضيف عبد الله ش، والذي يجاور البوزالي، أنه لما رأى تصرفهم العنيف ضد البوزالي، أغلق عليهم الباب، رافعا صوته وطالبا النجدة من بائعي المجوهرات في القيسارية، وكذا بقية المواطنين، في هذه اللحظة - يقول عبد الله - قام أحدهما بدفع الباب، وأخرج مسدسا متطورا، أشهره في وجه المواطنين الذين تجمهروا أمام المحل، وخرجا متوجهان نحو السيارة، وبيدهما محفظة سوداء اللون. لحقهم البوزالي وعبد الله، لكن صاحب المسدس وجهه صوب البوزالي وأطلق عليه النار، أصيب في ركبته. كما أطلق رصاصة ثانية صوب الأرض، ففر كل المتجمهرين، و هي لحظة استغلها السائق، الذي كان ينتظر في السيارة، فرجع بسرعة للوراء، حيث وقف أول مرة، وركب الشابين، وأحدهما لا يزال مشهرا مسدسه، إذ أطلق منه رصاصة ثالثة وأخيرة في الهواء، وفروا مسرعين باتجاه وكالة البريد، دون أن يلحق بهم أحد. وقدّرت مريم م، التي حضرت كل أطوار الهجوم، أن النزاع استمر حوالي 12 دقيقة، ولم يحضر قائد المقاطعة، التي شهدت الهجوم، زكرياء المساعدي، إلا بعد نحو 30 دقيقة، مرفوقا بحافلة من القوات المساعدة، بينما لم تحضر قوات الأمن إلا بعد مرور 40 دقيقة من وقوع الحدث. وقالت مريم، إن تأخر الأمن خلف تذمرا في صفوف أصحاب محلات المجوهرات، وبقية المواطنين الذين تابعوا أطوار الهجوم. يذكر أن مدينة برشيد تعرف في الآونة الأخيرة انفلاتا أمنيا، إذ ارتفعت نسب الجريمة وحوادث القتل، كما يشكو المواطنين من ارتفاع حالات السرقة التي تتم جهارا نهارا، خاصة في الشارع المتجه للحي الصناعي، كما تفشت ظاهرة السطو على المنازل، وكذا ظاهرة بيع المخدرات بمختلف أنواعها فيالحي الحسني ودرب أرلوا ودرب الطاهري ووفيق.