شهادات صادمة، تلك التي بثتها القناة الأولى في برنامج 45 دقيقة، عن تزويج فتيات لا يتعدى سنهن أحيانا؛ السبع سنوات بالفاتحة (أغلب الزوجات بين سن السادسة و15 سنة) في حين يتعدى عمر الأزواج 18 سنة دون عقود رسمية للزواج ولا تسجيل الأبناء في الحالة المدنية .. وضع يصعب تصديقه، لكنه موجود بمنطقة الأطلس المتوسط. سلط برنامج 45 دقيقة، للصحفي عبد الغفور دهشور، الذي اختار لهذه الحلقة عنوان عرائس من زمن الصبايا، الضوء على زواج القاصرات بين سن السابعة والثانية عشرة، وهو السن الذي لم يسبق أن أثير بمجلس النواب خلال مناقشة المادة 16 من مدونة الأسرة. وكشف باسو، رئيس المجلس القروي بجماعة بأنفكو (دوار بالأطلس المتوسط)، أن سنة 2008 عرفت تزويج 94 فتاة في اليوم الواحد، موضحا أن تلك الزيجات تضمنت أيضا فتيات في سن السادسة والسابعة من العمر (لكن يبقين في بيت آبائهن لسنوات أخرى). وعزا باسو جوهرمشكل تزويج الصغيرات بالفاتحة إلى عادات وتقاليد المنطقة، وإلى الفقر الذي تعيشه المنطقة. وحسب الشهادات التي استقتها كاميرا القناة، فأغلب الأسر لا تتوفر على عقود زواج، ولا على الحالة المدنية، وهو مشكل الكثير من المطلقات اللائي يعانين من حرمان نسبة أبنائهن إلى آبائهم. فاضمة، واحدة من ضحايا تلك الزيجات، كان سنها حين تزوجت بالفاتحة 12 سنة، تم طلقت بعد شهرين لتجد نفسها مسؤولة عن فتاة تبلغ اليوم 11 سنة بدون وثائق ولا حالة مدنية. حاولت فاضمة تصحيح وضع ابنتها، إلا أن الأمر تعذر عليها، فطيلة أربع سنوات مضت عليها بين ردهات المحاكم، لم تستطع إثبات نسب ابنتها بعد رفض طليقها الاعتراف بابنته، ورحل ليتزوج من جارة لها ويؤسس أسرة جديدة .. هذا الزواج إذن خلف ضحيتين حسب نجاة أخيش، رئيسة جمعية إيطو، التي استنكرت الظاهرة.. واقع مرير تعيشه ساكنة تلك المناطق المحاصرة، التي ظلت ومنذ سنوات رهينة الفقر والأمية والتقاليد البالية، وبالرغم من التحول الكبير الذي عرفه المغرب، وبالرغم من المستجدات الإيجابية التي أتت بها مدونة الأسرة، إلا أن الأمر ظل حبيس الحواضر ولم تستطع الجهات المعنية الترويج لها من خلال بعض الحملات التوعوية، إلا من محاولات لبعض جمعيات المجتمع المدني، التي تكبدت عناء الطريق لتساهم في تسجيل الكثير من عقود الزواج منذ فترة بهذه المنطقة. رحلة الثمانية أيام، التي قام بها فريق برنامج 54 دقيقة، صحبة قافلة جمعية إيطو، أماطت اللثام على أن الزيجات السريعة للقاصرات بالفاتحة يتبعها طلاق أسرع، فأغلب تلك الزيجات تتعرض للطلاق بعد أسابيع أو شهور من الزواج، إذ يطرح إتمام الطلاق العديد من التساؤلات، فالزوج يحضر شخصين مهما كان سنهما ويطلق زوجته علنا (يقول لها طلقتك فينتهي كل شيء) دون تحمل أي مسؤولية، وهو ما يشير إلى أن جيلا كاملا سيعيش في المستقبل بدون نسب.