دعا المخرج السينمائي، ربيع الجوهري، المركز السينمائي المغربي إلى الفصل بين السينمائي والسياسي، مبرزا أن السينما هي مجال للإبداع الحر والطليق، وليس مجالا لتصفية الحسابات السياسية ضد أي تيار كان. وأكد المخرج الشاب، أن المركز السينمائي المغربي لم يكن في مستوى التطلعات، بأن يقدم للمغاربة سينما مغربية مبدعة ورائدة، وتعبر عن خصوصية المغرب الحضارية والثقافية. وقال الجوهري، في حوار تنشره التجديد لاحقا، إن السينما المغربية عرفت خلال السنوات العشر الأخيرة طفرة إيجابية، غير أنها لا زالت تعاني من عطبين أساسيين: المخرج والسيناريو. وأوضح أنه في الوقت الذي أبان فيه الممثل عن قدرات عالية في التمثيل، فإنه لا يجد أمامه بعد مخرجا كفؤا ومتميزا يستطيع أن يدفعه إلى إخراج مكنوناته أكثر. أما العطب في السيناريو، فقال الجوهري إنه لا يزال يراهن على الجنس والدين والعنف، لكن بدون عمق دلالي وسيميائي وسينمائي، معتبرا أن السيناريو يعيش اليوم مرحلة مراهقة. وحول إقصاء سيناريو عذارى الصحراء للمرة الثانية، من قبل المركز السينمائي، قال الجوهري إن السيناريو حظي بشهادات مخرجين مغاربة وأجانب وصفوه بأنه الأفضل بين كل السيناريوهات التي قدمت للمركز، كما نال دعم 28 جمعية وهيئة حقوقية، لكونه يسلط الضوء على قضيتنا الوطنية، ويكشف مرحلة تاريخية لا زالت غامضة، ويدافع سينمائيا عن الوحدة الترابية المغربية، وكان الأمل أن يتم إخراجه سينمائيا. وأضاف المتحدث، أن إقصاءه من لدن المركز السينمائي المغربي للمرة الثانية على التوالي، بدون معايير واضحة، سيدفعه للبحث عن دعم من جهات أخرى، حتى يمكنه الاسترسال في عمله الفني والسينمائي. وطالب الجوهري المركز السينمائي المغربي بالكشف عن معايير الدعم، التي بموجبها يمنح الدعم للبعض ويقصي آخرين، وقال إذا كانت هناك معايير يتم على أساسها رفض أو قبول سيناريوهات معينة، فمرحبا بها، وإذا كانت هناك معايير علمية أو لها أساس على المستوى الدولي، فأنا أرحب بالنتائج، مؤكدا أن لا أحد اليوم يعرف معايير المركز السينمائي، ولا أحد يفهم مغزى سياسته، متسائلا عما إذا كان دعم سيناريوهات ذات مواضيع هامشية وحرمان سيناريو موضوعه قضية وطنية، عليها إجماع كل المغاربة من الدعم؛ يعبّر عن سياسة هذا المركز.