يكشف مولاي عمر بن حماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح المغربية، المتخصص في الدراسات الإسلامية وأستاذ التعليم العالي بجامعة المولى اسماعيل بمكناس، في حوار أجرته معه جريدة الخبر، بتلمسان، عن الفصل بين ما هو دعوي وسياسي في نشاطات حركة التوحيد والاصلاح. وفيما يلي بعض مضامين الحوار: * وجودكم بالجزائر يندرج في أي إطار؟ وماذا تحملون معكم في هذه الزيارة؟ ** أولا، اسمح لي أن أعبّر عن سعادتي وسروري بوجودي في أرض الجزائر، مع كل الروابط والصلات التي تجمع بين الشعبين الجزائري والمغربي. وبوجودي في منطقة غرب الجزائر تكون الصلات أوثق. وبوجودي بالجامعة الصيفية العاشرة لحمس بتلمسان، تكون الظروف قد سمحت لنا فعلا بالتعريف بحركة التوحيد والإصلاح المغربية، التي تجتهد لصياغة تجربة مغربية في الحركة الإسلامية. وبالمناسبة، أنا أحضر هنا مباشرة بعد الجمع العام الرابع الذي نظم تحت شعار الاستقامة والإصلاح نهضة وفلاح. ومن أهم معالم تجربة حركة التوحيد؛ تدبيرها للعلاقة ما بين الدعوي والسياسي. * ما العلاقة إذن بين الحركة وبين الجناح السياسي المتمثل في حزب العدالة والتنمية؟ ** حركتنا تهتم بالجانب الدعوي، باعتبارها فاعلا ميدانيا، وحزب العدالة والتنمية حزب سياسي بمرجعية إسلامية مع الاستقلال التام للهيئتين على مستوى الهيكلة والقرار. وتطورت هذه العلاقة من الاحتضان المباشر ثم الدعم والإسناد واستقرت على الشراكة الاستراتيجية بين الهيئتين. ومن تجليات هذا التمايز أن الحركة قررت عدم ترشيح خطبائها ودعاتها ومنعتهم من المشاركة في الحملات الانتخابية. نحن نرى مثلا أن المساجد ينبغي أن تظل بعيدة عن التجاذبات السياسية، بل أن بعض الوقفات التي ندعو إليها أو المسيرات التي ننظمها نلزم أنفسنا أن تكون في الساحات العمومية، بعيدة عن أوقات الصلاة وبعيدة عن المساجد. * ألا ترون أن هذا التدبير قد يجر الحركة إلى العلمانية الحركية؟ ** التجربة المغربية تجاوزت منطق الواجهة أو الذراع الموجودة في الكثير من الأقطار العربية، وأضحت تقدم تجربة أخرى قائمة على التمايز واستقلال الهيئات. وسمينا هذا؛ وحدة المشروع عوض وحدة التنظيم، والمجال السياسي أحد هذه المجالات. وأطلقت الحركة تخصصات أخرى.. ففي المجال النسوي منتدى الزهراء للمرأة المغربية، جمعية بسمة للعمل الاجتماعي الخيري، ورابطة الأمل للطفولة. وهذه التخصصات وفرت لنا فضاءات أرحب للعمل وتواصل أكبر مع المجتمع. لقد جعلنا لكل تخصص شرطين اثنين: أن يكون العمل رائدا في مجاله وأن يكون مصطحبا للبعد التربوي والدعوي. واحتفظت الحركة بالوظائف الأساسية للدعوة والتربية والتكوين، ونحن نقول إن إيماننا بشمولية هذا الدين لا يعني بالضرورة شمولية التنظيمات والحركات. * لماذا وقفتم ضد حضور المغني البريطاني إلتون جون؟ ** إننا من دعاة أن تكون المهرجانات الفنية منسجمة مع هوية أوطاننا وقيمها الثقافية والحضارية، ومن هنا كان رفضنا لحضور المغني البريطاني المدعو إلتون جون للمشاركة في مهرجان موازين بالرباط. هذا الشخص مرفوض في أكثر من جهة حتى في أوروبا، لجهره بشذوذه. لقد اعتبرنا دعوته للغناء في المغرب استفزازا لمشاعر المواطن المغربي وبأموال عمومية، علما أنه يوجد في الساحة الفنية عدة بدائل كان يمكن اللجوء إليها.