قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، أول أمس الثلاثاء 10 غشت 2010، إن جرافات صهيونية أزالت ليل الاثنين الثلاثاء مائتي قبر من مقبرة مأمن الله الأثرية في القدس، حيث يجري العمل على إقامة متحف صهيوني للتسامح. وأكدت المؤسسة في بيان، حسبما ذكرت وكالة (فرانس برس)، أن جرافات المؤسسة الاسرائيلية هدمت بعد منتصف الليلة (ليل الاثنين/ الثلاثاء) وجرفت وأزالت بشكل كامل أكثر من مائتي قبر من مقبرة مأمن الله في القدس. ونقلت عن طاقم تابع لها رابط داخل المقبرة إن جرافات المؤسسة الصهيونية وشاحنات كبيرة وعدداً كبيراً من موظفي وممثلي المؤسسة الصهيونية وبحراسة من قوات شرطة الاحتلال اقتحموا بعد منتصف الليل المقبرة. وأضافت أن جرافات وآليات الجرف والهدم توزعت إلى مجموعتين مجموعة بدأت بهدم وجرف القبور من الناحية الغربية ومجموعة هدمت وأزالت القبور في الناحية الجنوبية الشرقية من المقبرة. وعلى الفور قامت مؤسسة الأقصى بإبلاغ وسائل الإعلام العربية بهذا التطور، وخلال دقائق تجمع عدد كبير من المصورين والصحفيين في موقع الحدث، وحاولت المؤسسة الصهيونية وشرطتها منع المصورين والصحفيين من التصوير والقيام بواجبهم المهني. وأوضحت أن أحد سائقي الجرافات هجم بجرافته على أحد المصورين وحاول دهسه. وأكدت المؤسسة في بيان صدر لاحقاً أن وفد الحركة الاسلامية في مقدمتهم الشيخ كمال خطيب وقيادات مقدسية تصدت لجرافات بلدية الاحتلال لدى عودتها إلى المقبرة الثلاثاء لاستئناف الهدم، مما سمح بتوقف الهدم وانسحاب الجرافات والشاحنات من المقبرة. وأدانت مؤسسة الأقصى الجريمة الإسرائيلية، مشيرة إلى أن القوات الصهيونية هدمت حتى الآن حوالى 350 قبراً. ونقل البيان عن رئيس مؤسسة الأقصى زكي اغبارية قوله إن هذا العمل جريمة نكراء وعمل جبان. وأضافت آن الأوان بعد هذه الجرائم المتكررة بل غير المتوقفة بحق مقبرة مأمن الله أن يتحرك كل الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني من أجل إنقاذ مقبرة مأمن الله. وكانت المحكمة العليا الصهيونية أصدرت في أكتوبر 2008 قراراً يسمح بمباشرة أعمال بناء متحف التسامح في المقبرة، بعدما أمرت في 2006 بتجميد أعمال البناء فيها إثر اعتراض تقدمت بها هيئات اسلامية. وتضم مقبرة مأمن الله قبوراً اسلامية تعود الى قرون. وكانت السلطات الصهيونية حولت مساحات كبيرة من المقبرة إلى حديقة عامة تسمى حديقة الاستقلال، بينما بقي جزء منها على حاله وهو الجزء المنوي بناء المتحف عليه. ويمول المشروع الذي تقدر تكاليفه بنحو 150 مليون دولار، مركز سيمون فايزنتال الذي بنا متحفاً مشابهاً في لوس انجليس. من جانبها، استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن قيام جرافات الاحتلال بتجريف وهدم مئات القبور في مقبرة مأمن الله. وقال مسؤول الملف الفلسطيني في المكتب التنفيذي المهندس مراد العضايلة إن هذه الجريمة تأتي في سياق تصاعد الإجراءات الصهيونية بحق المدينة المقدسة، لافتاً إلى أن المقبرة المذكورة تحتضن رفات المئات من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وطالب الحكومة الأردنية بتحمل مسؤولياتها إزاء الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة واتخاذ إجراءات رادعة من شأنها وقف مسلسل التهويد الممنهج. كما طالب حكومات الدول الاسلامية بالتحرك إزاء هذا الانتهاك للمقدسات الإسلامية، ودعا منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية إلى الإسهام في الاعتراض على الخطوة ووقف تنفيذها. إلى ذلك استهجن العضايلة تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتي أعرب فيها عن استعداده لدخول نفق المفاوضات المباشرة مع الكيان الصهيوني. ولفت إلى أن المفاوضات العبثية، ستشكل غطاءُ لاستمرار الاستيطان والتهويد.. بل والتحضير لاعتداءات إجرامية جديدة،مشدداً على أن المفاوض الفلسطيني سيقترف بلعبه لهذا الدور خيانة للقضية الفلسطينية. من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن قيام جرافات الاحتلال الصهيوني بتجريف وهدم مئات القبور في مقبرة مأمن الله بمدينة القدسالمحتلة فجر الثلاثاء؛ جريمة وعدوان جديد، واستمرار للحرب بحق المدينة المقدسة، ومساس خطير بحق المقبرة الإسلامية التي تحتضن بين جنباتها قبور المئات من صحابة الرسول الكريم والتابعين والعلماء والفقهاء. وأكدت الحركة، في بيان صحفي مكتوب، أن الاعتداء المتكرر على المقبرة يرمي لإزالتها وإقامة مشاريع صهيونية مكانها بهدف تغيير صبغتها التاريخية العريقة. وأشارت الحركة إلى أن مقبرة مأمن الله تتعرض منذ أكثر من 80 عامًا لانتهاكات متكررة بدأت زمن الانتداب البريطاني، حيث وضع في العام 1933 مخططات يقتطع منها جزءًا للبناء السكني وآخر للبناء التجاري وثالثًا يكون حديقةً عامة، وانتهت بالكشف عن مخطط أعدته منظمة فيزنطال الصهيو أمريكية، ويقضي بنبش مئات القبور ضمن إقامة ما يعرف بمتحف التسامح على أرض المقبرة. ونبَّهت الحركة على خطورة هذا المخطط العدواني الشرس، الذي يأتي كحلقة في سلسلةٍ مترابطة تنتهي بإحداث تزوير حضاري وتاريخي يطال كافة معالم مدينة القدسالمحتلة. ودعت الجهاد المستوى الرسمي العربي والإسلامي إلى تحركٍ جاد وحازم إزاء التهويد المتسارع بحق المعالم والمقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، والذي يخطط الصهاينة لهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه.