أكد فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم، القيادي السابق بجبهة البوليساريو، أن هذه الأخيرة تتاجر في السلاح بالصحراء الكبرى، ملمحا إلى أن تنظيم (القاعدة) يستفيد من هذه المتاجرة على اعتبار أن هناك تقاطعا في مصالحهما. وصرح ولد محمد، في حديث لقناة الأولى بثته الخميس 5 غشت 2010، ضمن نشرتها المسائية، قائلا: نحن ندرك جيدا أن جبهة البوليساريو تتاجر في السلاح بالصحراء الكبرى، وإذن فالسؤال المطروح: لفائدة من تتم هذه المتاجرة؟، مضيفا أن تنظيم (القاعدة) بالمنطقة لم يسبق له أن نفذ أي عملية ضد البوليساريو. وأوضح ولد محمد أن تنظيم القاعدة وجبهة البوليساريو يعيشان في الصحراء الكبرى، ولم نسمع في يوم من الأيام عن وقوع مشكلة بين الطرفين، متسائلا في هذا السياق، كيف أمكن لتنظيم القاعدة أن ينطلق من أوكاره نحو موريتانيا لتنفيذ اختطافات استهدفت أوروبيين؟. ووجه وولد محمد نداءا إلى المنتظم الدولي ومنظمات حقوق الإنسان من أجل الكشف عن الجرائم التي ارتكبت وما تزال ترتكب داخل مخيمات تندوف، فوق التراب الجزائري، من طرف قادة الجبهة، مؤكدا أن هناك مآسي ومعاناة واختطافات وقعت داخل المخيمات منذ أول وهلة وإلى يومنا هذا. وأنه كانت في نهاية عقد السبعينيات من القرن الماضي اختطافات وسقوط موتى وضحايا بطريقة لا يمكن تصورها وبدون أي محاكمة ودون أخذ الجانب الإنساني في الاعتبار، وذكر من بين هؤلاء الضحايا؛ سالم بركة ومواطنين إسبان كانوا في المخيمات، إضافة إلى المرحوم الداه ولد البكار، الذي جاء من فرنسا في نهاية عقد السبعينيات. كما ذكر ولد محمد، المسؤول الأمني السابق في البوليساريو، أن هناك حقيقة مؤلمة لا يمكن نسيانها، وتتمثل في عملية تصفية شيخ يبلغ من العمر أزيد من 75 سنة، لتتم بعد ذلك تصفية ابنته التي لم يكن عمرها يتجاوز التسع سنوات. وأكد ولد محمد فاضل أن 46 ألف شخص لا أقل ولا أكثر، يستفيدون من المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين بمخيمات تندوف، وقال إنه كان يشغل منصب مدير لأمن الهلال الأحمر، وكان يتوصل بوثائق ل البوليساريو، تؤكد استفادة 46 ألف نسمة فقط من هذه المساعدات. وبخصوص مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، قال علي ولد سالم إن هذه المبادرة السامية لقيت ترحابا واسعا، وهو ما سبب تصدعا كبيرا في صفوف جبهة (البوليساريو)، مؤكدا أن الأكثرية من المحتجزين داخل المخيمات أصبحوا يتبنون هذا المشروع المغربي الذي يحظى بكامل الثقة والجدية. يشار إلى أن السيد فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم، انخرط في صفوف جبهة البوليساريو سنة ,1975 حيث عمل بتندوف قبل أن ينتقل إلى قاعدة الجنين بورزك في الجزائر، التي تابع فيها تدريباته الأولية ليعود مرة ثانية إلى تندوف داخل المخيمات وكلف بالإمدادات، ليلتحق بعدها بما يسمى مديرية الأمن، ثم مدير أمن عام ما يسمى مؤسسة الهلال الأحمر الصحراوي، ليعود بعد ذلك إلى الاستعلامات المدنية بالمخيمات، وتناط به مهمة مدير أمن المنطقة العسكرية الثالثة في الجنوب، وهي آخر مهمة له قبل التحاقه بأرض الوطن. وفي سياق متصل، نددت رابطة المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، يوم الخميس الماضي، بالزواج القسري المفروض على القاصرات والنساء في مخيمات تندوف، ودعت المجموعة الدولية إلى التدخل من أجل وضع حد لهذه الممارسة المهينة. وقال محمد الطالب، الكاتب العام للرابطة، في تصريح للإذاعة الوطنية، إن البوليساريو تعمد إلى هذه الممارسة للزيادة في عدد ساكنة المخيمات، وخاصة بعد التحاق مئات الصحراويين في المدة الأخيرة بالمملكة . وأضاف أن البوليساريو يعطي أهمية لزيادة عدد سكان المخيمات، موضحا أن هذه الممارسة كانت دوما موجودة في المخيمات التي يتم فيها قسرا؛ تزويج فتيات لا تتجاوز أعمارهن 13 سنة، ونساء مطلقات.