كشفت مصادر مطلعة أن وفدا صهوينيا رفيع المستوى حل بالمغرب للمشاركة في فعاليات الدورة الخامسة للجنة الوزارية "لتسهيلات الشراكة والاستثمار الأورومتوسطية"، التي يتوقع أن تنتهي أشغالها اليوم الاثنين بمدينة الصخيرات. وتعد هذه هي المرة الأولى التي ينعقد فيها هذا الاجتماع بالمغرب في سياق تقييم مسلسل برشلونة في بعده الاقتصادي بحضور الكيان الصهيوني منذ .1995 ويوجد ضمن لائحة الوفود المشاركة في هذا اللقاء، الذي يضم وزراء الاقتصاد والمالية للدول الأورومتوسطية، الوفد الفلسطيني. وقال خالد السفياني، منسق مجموعة العمل لدعم العراق وفلسطين، في تعليق له على الحدث، "إننا نطالب الحكومة المغربية برفض حضور أي صهيوني لبلادنا، أيا كانت المبررات وأيا كانت المناسبات، وذلك انسجاما مع إرادة الشعب المغربي ومواقفه الراسخة التي تعتبر كل تطبيع مع هذا الكيان خيانة"، وأضاف السفياني، في تصريح لالتجديد، أن الحكومة مدعوة للالتزام بما قامت به عندما رفضت حضور وفد صهيوني أكبر حجما خلال فعاليات منتدى المستقبل الذي عقد بالمغرب في دجنبر الماضي. واعتبر السفياني أن أي مد يد للكيان الصهيوني في مثل هذه المناسبات، وفي مناسبات أخرى، هو بمثابة دعم للمخطط الصهيوني، الذي ما يزال يمارس عمليات التقتيل والاختطاف والتدمير في حق الشعب الفلسطيني، وعمليات تطويق القدس الشريف وإخلائه من أصحابه، كما اعتبر مثل هذه الخطوات استهدافا مباشرا لقيم وعقيدة وكرامة المغاربة، وهذا "لا نرضاه لحكومتنا"، يقول السفياني. وختم هذا الأخير تصريحه بالقول "لا أهلا ولا سهلا بالكيان الصهيوني ببلادنا". وتعد اللجنة الوزارية لتسهيلات الشراكة والاستثمار الأورومتوسطية بمثابة آلية مالية وضعها البنك الأوروبي للاستثمار لدعم الشراكة الأورومتوسطية. وفي غضون ذلك جرى خلال يوم الجمعة الماضي التوقيع على قروض منحها البنك الأوروبي للاستثمار للمغرب بقيمة 130 مليون أورو من أجل الاستثمارات في مجالي الطرق والنقل. وقد بلغت القروض، التي قدمها البنك الأروبي للاستثمار في إطار برنامج تسهيلات الشراكة والاستثمار الأورومتوسطية لفائدة مشاريع مغربية ما مجموعه 241 مليون أورو خلال السنة الماضية. وكان الوزير الأول الوزير قد أجرى الجمعة الماضية بالرباط مباحثات مع فيليب مايستاد، رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، تطرق فيه الجانبان بشكل خاص إلى إمكانية مواكبة البنك الأوروبي للاستثمار لعملية تحويل الفلاحين إلى فروع جديدة، فضلا عن المساهمة الكبيرة للبنك الأوروبي للاستثمار في مجال القروض الصغيرة. ونقلت وكالة المغرب العربي للأنباء أن وزير المالية والخوصصة فتح الله ولعلو، ورئيس البنك، ترأسا خلال يوم الجمعة حفل تدشين مكتب "تسهيلات الشراكة والاستثمار الأورومتوسطية". وسيتولى المكتب مهمة التنسيق بين مقر البنك باللوكسمبورغ من جهة والإدارات والفاعلين بالقطاع العام والخاص بالمغرب من جهة أخرى. كما سيقوم المكتب بتسهيل تنفيذ المساعدة التقنية لبرنامج تسهيلات الشراكة والاستثمار الأورمتوسطية لفائدة المشاريع والمؤسسات المالية بالمغرب. ويتوقع أن تنتهي مهمة مكتب تمثيل برنامج تسهيلات الشراكة والاستثمار الأورومتوسطية في نهاية سنة ,2006 إذ سيتم تقديم تقييم بخصوص أنشطته للسلطات الأوربية، ومن ثم تحديد مصير هذه الآلية من خلال القرار الذي ستتخده هذه السلطات وفق ما صرح به فليب دو فونتين فيف، نائب رئيس البنك الأروبي للاستثمار. محمد أفزاز