تستمر اليوم أشغال اجتماع القمة الأورومتوسطية للمجالس الاقتصادية والاجتماعية، التي انطلقت يوم الثلاثاء بورشة ثقافية، على هامش الأشغال الرسمية، وذلك بمناسبة سنة حوار الثقافات الذي أطلقته شبكات ومنظمات المجتمع المدني في حوض المتوسط. وتميزت جلسة الافتتاح يوم أمس بشكل خاص بالرسالة الملكية التي تلاها الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية والتعاون، حيث أكد جلالة الملك أن المغرب يعول على ما سيفرزه الوضع المتقدم من دينامية جديدة كفيلة بإعطاء دفعة قوية للعلاقات المشتركة للمملكة مع الاتحاد الأوروبي. كما أكد أن المغرب تحذوه إرادة راسخة إلى المزيد من توطيد أواصر الشراكة الشاملة التي تجمع بينه والاتحاد الأوروبي. إضافة إلى ذلك ألح جلالة الملك على أن المجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة يتعين عليها الاضطلاع بدور رئيسي في سياق الدينامية التي تعرفها الشراكة الأرومتوسطية، سواء داخل الدول التي تنتمي إليها أو من خلال مختلف الهيآت التي تلتئم في إطارها على صعيد المنطقة. كما أشار جلالته إلى أنه إذا كان دور الدولة لا يزال محوريا ولا مندوحة عنه فإنه ينبغي أن يندرج في إطار نهج تشاركي واسع، وأن يستند إلى وعي أعمق بأهمية الديمقراطية الاجتماعية والمحلية مذكرا بأن المغرب عمل دائما على إعطاء الأسبقية لهذه المقاربة المتميزة, القائمة على الثقة والحوار والتعاقد وفسح المجال أمام الطاقات الخلاّقة. وخلص جلالته إلى أن الأهمية القصوى للدور الذي تضطلع به الهيئات المشاركة في اللقاء يكمن «في العمل باستمرار على تذكير السوق بقيم المسؤولية وأخلاقيات الممارسة المهنية, وضرورة مراعاة التوازن» وركز ديمتريس ديمترياديس، رئيس المجلس الاقتصادي الأروبي على أهمية إشراك المجتمع المدني في عملية التنمية، مؤكدا أن الشبكة الأرومتوسطية لمنظمات المجتمع المدني يجب أن تلعب دورا أساسيا في تعبئة الموارد التي تروم تحقيق التنمية في المتوسط. وأشار إلى أن البعد الاجتماعي في الشراكة الأرومتوسطية يكتسي أهمية بالغة، ولا ينبغي إغفاله، حيث أوضح أن هذه الشراكة منذ انطلاقها مع مسلسل برشلونة لم تحقق كل أهدافها، لأن الإصلاحاحات الاقتصادية، في نظره، يجب استكمالها عبر إصلاحات اجتماعية. وقال إن الإصلاحات الاقتصادية في عدد من البلدان الأرومتوسطية فشلت في حل بعض المشاكل مثل البطالة والفقر وبعض مشال نظم التعليم. وقال إن هناك حاجة إلى استراتيجيات لمساعدة بلدان لا تزال تجاهد من أجل خلق مناصب شغل، وإلى التقريب بين نسب النمو في هذه البلدان لتدارك التباين القائم حاليا على هذا المستوى. وأكد ديمترياديس أن الاستثمارات الأروبية في بلدان جنوب المتوسط لا تزال ضعيفة، بالرغم من أن الاتحاد الأروبي هو الشريك الاقتصادي والتجاري الأول لهذه البلدان بما يناهز 45 في المائة من المبادلات، وعبر عن الأمل في أن ترتفع هذه الاستثمارات بشكل كبير وسريع. وذكر برونو دي توماس رئيس وفد المفوضية الأروبية بالمغرب بمجالات التعاون بين المغرب والاتحاد الأروبي، مشيرا إلى أن هدف الجميع يبقى في النهاية هو جعل المتوسط منطقة تضامن واستقرار، مشيرا إلى أن العديد من التحديات تنتظر هذا الفضاء خاصة ما يتعلق بقضايا الرشوة والفساد وأزمة الغذاء والجفاف والهجرة والتحديات البيئية. وقال إن هذه القمة تنعقد على بعد أسبوعين من الاجتماع الوزاري الذي سينعقد في الرابع من نونبر للنظر في الجوانب التنفيذية لمسلسل برشلونة، وأيضا بعد الوضع الجديد للشراكة الأروبية مع المغرب، في إشارة إلى الموافقة يوم الإثنين على منح المغرب وضعا متقدما.