ماذا تفعل المرأة عند ما تكون تقرأ القرآن وتقابلها آية سجدة هل تسجد وهي لا تضع غطاء للرأس أم ماذا تفعل؟ هنيئا للأخت الكريمة التي يكون لها ورد من القرآن الكريم، تتعهده في جميع أحوالها، فأعظم الذكر وأحسنه على الإطلاق آيات قرآن ربنا عز وجل، لأنها الترياق النافع، والشفاء الناجع، ولأنها مجامع لأنواع من العبادات التي منها سجود التلاوة، أو سجدة التلاوة. وهي إحدى عشرة سجدة على المشهور من قول مالك. وتعتبر من العزائم يعني السنن المتأكدات التي لا يسع تركها وإن لم يأثم تاركها. وهي مشروعة على وجه الاستحباب حيث تسن للقارئ والسامع والمستمع الذي يقصد السماع. ولا شك أن سجود القرآن أحد أنواع السجود الثلاثة: سجود السهو، وسجدة التلاوة، وسجدة الشكر، وهي من الفضائل المأجور عليها والمثاب على فعلها ولذلك لا تطلب من الحائض والنفساء. والسجود أكبر دليل على الخضوع والانصياع للمعبود الواحد الأحد سبحانه جل وعلا، ولذلك ذم الله تعالى الذين يتركونه بقوله في سورة الإنشقاق: وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ (الانشقاق : 21). وعمر رضي الله عنه كما أخرج البخاري يقول: يأيها الناس إنا نمر بالسجود، فمن سجد فقد أصاب ومن لم يسجد فلا إثم عليه. وهذا دليل على استحباب هذه العبادة وفضلها، ولذلك يحرص المسلم على فعلها سواء أثناء قراءة آياتها في الصلوات أو خارجها، لأن أقرب ما يكون العبد إلى ربه عند ما يكون ساجدا، وهي فرصة تستدعيك، لتلج أبواب رحمة ربك من غير استئذان. وإذا كانت سجدة التلاوة عند المالكية لا إحرام فيها ولا تسليم، فإنها يشترط في صحة أدائها ما يشترط لصحة الصلاة من طهارة الحدث وطهارة النجس، وستر العورة واستقبال القبلة والنية.