أنهينا في الحلقة الأخيرة أحد العوامل الثلاثة التي تتدخل في تقسيم الوظائف المنزلية بين الرجل والمرأة، وقد بدأنا بتناول العامل الديني في المسألة. ومساعدة في تتبع هذه الحلقات نذكر بأهم الخلاصات المتعلقة بالبعد الديني، والتي يمكن إجمالها في الجانب المرتبط بتنزيل فهم للدين في الواقع من خلال ترويج بعض التصورات التي أفرزها المجتمع على أنها قواعد دينية تحسم اقتسام الأدوار والسلط في البيت ذكرنا منها مفهوم القوامة (الرجال قوامون على النساء) ومفهوم الرعاية (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)... وفي إطار المعالجة تطرقنا لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من جهة، وتطرقنا إلى الحكم الشرعي في الموضوع. وفي السيرة ذكرنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله)، كان يكون في مهنة أهله، يخيط ثوبه ويخصف نعله ويرقع دلوه، كان يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم... وفيما يتعلق بالحكم الشرعي حول مدى وجوب خدمة الزوجة زوجها، ذكرنا أنه يعرف خلافا فقهيا كبيرا وقديما، وأن ذلك يعطينا أرضية فقهية مرنة تجعل معالجة الأمر أمرا ميسرا، خاصة إذا لاحظنا أن الحنفية وحدهم من يرون وجوب خدمة الزوجة لزوجها شرعا، وأن باقي الخيارات تعتمد العرف والعادة وإمكانية التفاوض على عدم وجوبها في عقد الزواج. ونستأنف الحديث عن خطة أسرية لإدماج الرجل في البيت في الحلقات الموالية بالرجوع إلى العاملين المتبقيين. ويتعلق الأمر بالاعتبارات الاجتماعية والثقافية من جهة، وعوامل ترتبط بدرجة التعلم عند الرجل والمرأة ونوعية هذا التعلم بالإضافة إلى مركزهما الاجتماعي من جهة ثانية.