استقبلت مقبرة الرحمة الواقعة على تراب الجماعة القروية دار بوعزة بالدارالبيضاء، منذ افتتاحها سنة 1999 إلى حدود الآن، حوالي 22 ألف من جثامين أطفال متخلى عنهم، بمستشفيات الدارالبيضاء ، بحسب ما أكده ل التجديد محمد الزاكي رئيس المجلس المسير ل مجموعة التشارك الجماعية التي تشرف على تسيير وصيانة هذه المقبرة، موضحا أنهم في الغالب رضع توفوا بعد ولادتهم مباشرة، بسبب نقص النمو، أو مشاكل مرتبطة بظروف الولادة، إما بدافع العوز المادي، أو لفظتهم عوائلهم لأنهم يحملون تشوهات خلقية.. هؤلاء الأطفال مثلهم مثل الأطفال الآخرين المتوفين، فقط يختلفون في أن جثامينهم تصل المقابر بصحبة سائق سيارة نقل مصلحة الطب الشرعي التي تتولى جمعهم من مختلف مستشفيات الدارالبيضاء، ويتم إيداعهم داخل ثلاجات بشرية، لشهور بمصلحة حفظ الجثث بصفة مجهول الهوية، قبل أن يستخرج تصريح بدفنهم بإذن من وكيل الملك، فيما يتكفل العاملون في المقبرة الجماعية الرحمة بدفنهم.وأضاف رئيس المجلس المسير لأكبر مقبرة جماعية بالدارالبيضاء، أن عدد الموتى الغرباء الصغار، الذين تضمهم مقابر الرحمة شهريا يقارب 90 جثة، فيما أكدت مصادر مسؤولة بمصلحة الطب الشرعي أن حصيلة ما يتم جمعه من مختلف مستشفيات الدارالبيضاء من هؤلاء الموتى الصغار في كل شهر، يتراوح بين 60 و100 جثة. موضحة أن المئات منهم يتوزعون على المقابر، بلا اسم وبلا شواهد قبور، ورقم غامض بمقابر الرحمة؛ التي تعد المتنفس الأساسي والاستراتيجي لمدينة الدارالبيضاء بعد تراجع المساحات الفارغة في باقي مقابر البيضاء وخاصة مقبرتي الغفران والشهداء، وإغلاق كل من مقبرتي سباتة وسيدي مومن. وذكر محمد الزاكي رئيس مجلس مجموعة التشارك الجماعية بمقبرة الرحمة، أن عدد الموتى الغرباء (الموتى المتخلى عنهم، والموتى المعوزين، والموتى غير المضبوطة هويتهم) الذين دفنوا بالمقبرة منذ افتتاحها إلى حدود الآن، بلغ حوالي 24 ألف جثة. موزعين بين الموتى الكبار، والموتى الصغار. موضحا أن عملية إيجاد قبور لهؤلاء الموتى تتطلب مصاريف ينبغي أن تؤدى من ميزانية مجلس مدينة الدارالبيضاء، وسجل الزاكي تخلي المجلس عن هذا الواجب، الذي أصبحت تتكفل به مجموعة التشارك، أما أتعاب المقاول (حفار القبر) فلا تؤدى له منذ سنوات، مؤكدا أن مراسلات عديدة تم توجيها لمجلس مدينة الدارالبيضاء لأجل أداء ما بذمته بهذا الخصوص، وتقدر هذه المبالغ ب 125 مليون سنتيم لفائدة الجمعية المسيرة للمقبرة، و25 مليون سنتيم للمقاولين (حفاري القبور). وفي السياق ذاته، اعتبر أن مصاريف دفن هؤلاء الموتى أصبحت تشكل ثقلا على الميزانية المخصصة لتسيير وصيانة مقبرة الرحمة