حذر باحثون في التراث والأنتروبولوجيا من مغبة اندثار التراث الشفوي الإنساني الخاص بساحة جامع الفنا، منبهين إلى القرصنة التي تتعرض لها الساحة من قبل بعض المهنيين السياحيين الذين يسعون إلى الربح السريع دون الأخذ بعين الاعتبار رواد الحلقة وما يقدمونه من خدمات ثقافية وفنية، ونبهوا إلى ضرورة إعادة تنظيم الساحة، سواء من الناحية الجمالية والفنية، أوعلى مستوى التجارة والخدمات، أوالصحة والبيئة. جاء ذلك في اليوم الدراسي الذي نظمته عدة جمعيات مدنية حول الساحة يوم الإثنين 17 ماي 2010, ضمن الأيام الثقافية المنعقدة بالمدينة الحمراء ما بين 16 و18 ماي 2010 في إطار إبراز القيمة التاريخية والفنية لساحة جامع الفنا وتخليدا للذكرى التاسعة لإدراجها ضمن روائع التراث الشفوي للإنسانية من قبل منظمة اليونسكو بتاريخ 18 ماي 2001. وأشار المتدخلون أن خلق مركز توثيقي للساحة بات ضرورة قصوى من أجل التعريف والحفاظ على ما سمي بالكنوز البشرية التراثية. ولفت أحد المتدخلين الانتباه إلى ما سماه استمرار فلكلرة الساحة، إذ تقدم بعض الوحدات السياحية منتوجا يحاكي ما يوجد في الساحة بمنظور فولكلوري، مما يضرب في العمق الدور التي تلعبه الساحة في التعريف بالتراث الشفوي للمدينة، ويحرم السياح من الوقوف على معاني خاصة تمتاز بها الساحة، وفي المقابل حرمان رواد الحلقة من مورد رزق مهم. وتأسف جمال أبو الهدى عبد المنعم محافظ المباني التاريخية والمواقع بمفتشية الآثار بمراكش للتردي الذي وصلته الساحة، والذي يهدد ميزتها التي صنفت من أجله كتراث شفوي وإنساني عالمي. وأضاف أن تنظيم هذه الأيام جاء من أجل رد الاعتبار لهذا الموروث الثقافي الذي ارتبط اسمه بالمدينة، ولفت انتباه المسؤولين إلى ضرورة محاربة بعض الظواهر السلبية بالساحة، مشيرا أن هناك وعودا من قبل منظمة اليونسكو لجعل تنظيم هذه الأيام الثقافية سنويا. من جهة ثانية، أوصى المشاركون بضرورة تحفيز رواد الحلقة، بتنظيم مهمتهم وشملهم بالتغطية الصحية، والقضاء على السماسرة الذين يغتنون على حساب روادها، وإحداث فرق أمنية تسهر على راحة الزائرين وتحد من حوادث الإجرام التي تقع في الساحة. يشار أن الأيام الثقافية عرفت تنظيم معرض للصور ضم حوالي 061 صورة تؤرخ للساحة، وتظهر بعض أدوراها الثقافية والفنية عبر التاريخ، ثم تنظيم ندوة وعقد ورشات مهمة حول التراث الشفوي، والحماية الفنية والجمالية، وورشة التجارة والخدمات، وورشة الصحة والبيئة. وشارك في تنظيم هذه التظاهرة أزيد من 20 جمعية، فيما لوحظ غياب عمدة المدينة وعدد من الأسماء التي ارتبط اسمها بالساحة.