هل تعود فنون الحلقة إلى سابق عهدها في حاضرة الشرق مدينة وجدة ؟ سؤال لعنوان كبير بات يطرح نفسه بإلحاح خاصة في ضوء ولادة عرفتها مدينة الألف عام أخيرا، يتعلق الأمر بتأسيس جمعية ثقافية فنية تعنى بفنون وتراث الحلقة أطلق عليها اسم (جمعية فنون الحلقة بالجهة الشرقية) ذلك أن تأسيس هذه الجمعية جاء في وقت اندثرت فيه الكثير من فنون الحلقة بكل تجلياتها وإبداعاتها وكانت في حاجة ماسة إلى من يعيد إليها بعضا من حيويتها وأنشطتها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من ذاكرة مدينة وجدة وربوع الجهة الشرقية ككل، ومن بين الأهداف التي من أجلها تأسست هذه الجمعية إحياء مختلف إبداعات فنون الحلقة والثقافة الشعبية المرتبطة بها، والمساهمة في تطويرها وتنميتها، وكذا التعريف بتراث الحلقة وإبداعاته وتعابيره المتنوعة باعتباره ميراثا حضاريا، ومن الذاكرات الشعبية المحلية والجهوية والوطنية. إن تأسيس مثل هذه الجمعيات المهتمة بالفنون الشعبية وبكل أشكال التراث الأخرى في حاجة إلى فضاء لممارسة أنشطتها ، وساحة سيدي عبد الوهاب انطلاقا من حمولتها التراثية والحضارية ، هي أنسب فضاء إبداعي لذلك، حيث ظلت هذه الساحة محافظة على الموروث الثقافي الشعبي الشفوي بل ومتنفسا لساكنة مدينة وجدة في نفس الآن من خلال ما كان يعقد بها يوميا لذات الغرض من جلسات وحلقات تشد إليها الإهتمام قبل أن تتحول للأسف إلى مجرد ساحة عادية تعج بالمتسولين وماسحي الأحذية والمتشردين، بفعل ما طالها من إهمال ولا مبالاة، ومن شأن مشروع تهيئ ساحة باب سيدي عبد الوهاب والذي يندرج ضمن أوراش التجديد الحضري لمدينة وجدة أن يعمل على إعادة إحياء هذا الفضاء الثقافي، والذي يروم ترقية التراث الشعبي الشفوي مع رد الاعتبار إلى فنونه ومكوناته ورواده أيضا خاصة وأن الساحة تعتبر معلمة بارزة من معالم هذه المدينة من الضروري حمايتها وصيانتها من الاندثار والتلاشي كما هو الشأن بالنسبة لساحة جامع الفنا بمراكش والهديم بمكناس وبوجلود بفاس. تأسيسا على ما سبق هل تعود فنون الحلقة إلى سابق عهدها في حاضرة الشرق مدينة وجدة وإلى ساحة سيدي عبد الوهاب بالذات ؟ مجرد سؤال.