عقد الرئيس الروسي دميتري مدفيديف والرئيس السوري بشار الأسد ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل، اجتماعا، يوم الثلاثاء 11 ماي في دمشق، اعتبره المراقبون ذا دلالة سياسية كبيرة، وذلك خلال الزيارة التاريخية التي يقوم بها الرئيس الروسي لدمشق؛ حيث تم بحث آخر التطورات السياسية وعلى رأسها المصالحة الفلسطينية والموقف من المفاوضات غير المباشرة، إضافة إلى الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وسبل التخفيف عن المحاصرين وتقديم العون لهم. ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن ناتاليا تيماكوفا، السكرتيرة الصحفية للرئيس الروسي أنه ونظيره السوري أجريا لقاء مع خالد مشعل في دمشق. وأفادت مصادر مطلعة أنّ اللقاء الذي جرى على مائدة غداء للرئيس السوري بشار الأسد، تناول الحالة الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، وتم التأكيد على خط تقديم الدعم لسكان القطاع وعمل كل ما هو ممكن لتخفيف الحصار عن كاهلهم، وذلك بمتابعة إيصال المساعدات الإنسانية من غذاء ومواد بناء بما يتوافق مع قرار الرباعية الذي صدر عقب الاجتماع الوزاري للرباعية في موسكو بتاريخ 19 مارس الماضي، بحسب الرئيس الروسي . كما بحث اللقاء المصالحة الفلسطينية الداخلية، حيث أطلع القائد الفلسطيني خالد مشعل الرئيسَ الروسي على آخر ما وصلت إليه المباحثات، مستعرضاً الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الانقسام وأسباب تعثر المصالحة الوطنية، مؤكّداً على المضي قدماً في سبيل إزالة كل العقبات التي تقف دون تحقيق الوفاق الفلسطيني. اللقاء تناول أيضاً موقف حماس من المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين الكيان الصهيوني والسلطة في رام الله في الوقت الذي يصرّ فيه الاحتلال على تهويد القدس والاستمرار في سياسة الاستيطان. وفي شأن ذي صلة قال عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية في حماس أسامة حمدان: إن لقاء الرئيس الروسي مدفيديف بخالد مشعل يؤكد بما لا يدع مجالا للشك التعامل الجدي لروسيا مع مشاكل الشرق الأوسط. وأضاف حمدان بالنسبة إلينا فان التواصل السياسي مع روسيا أمر هام جدا. لأنها ومنذ البداية آزرت ومازالت تؤازر التطلعات القانونية للشعب الفلسطيني. واعتبر أن مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في الاجتماع مع مشعل ومدفيديف يحمل معنى كبيرا ويدل على تلاقي الموقفين، السوري والروسي بخصوص الموقف من القضية الفلسطينية وهنا الحديث عن المصالحة والوحدة بين أطياف الشعب في الضفة وغزة.