أكدت مصادر أزهرية مصرية أن خلافًا قد نشب بين مؤسسة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية؛ حول قضية زيارة القدس ومدى شرعيتها. وقالت المصادر الأزهرية لالمركز الفلسطيني للإعلام، الثلاثاء 11 ماي 2010، إن الخلاف بدأ فعليًّا حول مدى شرعية زيارة القدس؛ من حيث إن الأزهر يراها زيارةً تطبيعيةً؛ لكونها اعترافًا بشرعية الاحتلال من خلال أخذ طابع التأشيرة الإسرائيلية، بينما تتذرَّع وزارة الأوقاف لتلبية الزيارة بأنها مؤازرة من المسلمين للفلسطينيين والوقوف أمام عملية التهويد!. وأشارت المصادر إلى أن الخلاف امتدَّ إلى وزارة الأوقاف؛ حيث إن هناك العديد من العلماء والمشايخ يؤيدون رأي شيخ الأزهر برفض الزيارة إلى القدس، موضحةً أن هناك رسائل أرسلها شيخ الأزهر إلى وزير الأوقاف المصري لتحذِّر من القبول بدعوة سلطة رام الله بزيارة القدس، وأن الرسالة حملت تفنيدًا فقهيًّا حول شرعية الزيارة، بيد أن وزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق تجاهل تلك الرسائل ولبَّى الدعوة؛ حيث أبدى ترحيبًا بدعوة نظيره الفلسطيني في حكومة رام الله اللا شرعية محمود الهباش لزيارة القدس. وكان زقزوق قد جدَّد خلال لقائه مساء أول أمس الإثنين بالهباش في القاهرة موقفه الذي أعلنه منذ 13 عامًا بدعوة جميع المسلمين لزيارة القدس والصلاة بالمسجد الأقصى؛ بحجة أن في ذلك تعزيزًا ومؤازرة للحق الإسلامي في القدس الشريف، وليس تطبيعًا مع إسرائيل، حسب قوله. من جانب آخر، رفض شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب زيارة القدس والمسجد الأقصى تلبيةً لطلب من الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين؛ الذي دعا جميع المسلمين والمسيحيين في مختلف أنحاء العالم، وكلاًّ من شيخ الأزهر والبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية إلى زيارة القدس؛ بدعوى مواجهة المخططات الإسرائيلية لتهويدها. وقال الدكتور الطيب في تصريحات نشرتها صحيفة المصري اليوم : أرفض زيارة القدس والمسجد الأقصى في الوقت الراهن، وأدعو المسلمين إلى عدم زيارتها من خلال التأشيرات الإسرائيلية؛ لأن ذلك يعني تكريس الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بمشروعيته. من جهته، انتقد الداعية السعودي الدكتور محسن العواجي، رئيس موقع الوسطية في الإسلام، الدعوة التي وجهها تيسير التميمي، واصفاً إياها بأنها دعوة إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع اللهم إلا إذا كان المقصود بها الدعوة للنفير العام من أجل فك الحصار عن غزة وتحرير الأقصى. وأكد العواجي في تصريحات لقدس برس أن الطريق الوحيد المتبقي أمام المسلمين لحماية القدس من التهويد ونصرة الأقصى هو الدعوة إلى النفير العام، وقال: إن القدس لا تحميه الشعارات ولا المؤتمرات ولا البرامج الإعلامية، وإنما الرجوع إلى سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، أي رفع راية الجهاد والنفير العام. وأضاف العواجي أي حديث غير هذا ليس إلا نوعا من المسكنات، وأنا أقول هذا وأوجه اللوم للأمة جميعا، ولعلمائها تحديدا لأنهم لم يقوموا بدورهم في الدعوة إلى النفير العام. وعما إذا كان يعني بحديثه هذا أن دعوة الشيخ التميمي ليست ذات معنى، قال العواجي هذه الدعوات التي أطلقها الشيخ التميمي لا تجدي نفعا، نحن لا نريد نقد الشيخ تيسير التميمي، ربما لأنه يشعر بالخذلان من الأمة، ولكن إذا كان يعني بدعوته النفير العام للذهاب إلى فلسطين وفك الحصار عن غزة ومقاومة المحتل لطرده من الأقصى فهذا ما نريده، أما إذا كان موقفا إعلاميا فأعتقد أن جورج غالوي سجل موقفا أبلغ مما سجله الشيخ التميمي وأمثالنا من القاعدين، على حد تعبيره.