طمأن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي الحبيب المالكي في جوابه على سؤال لفريق العدالة والتنمية بمجلس النواب عشية الأربعاء الماضي بأنه لم يحسم بعد في تقليص أو تخفيف أو الزيادة في المناهج والبرامج التعليمية التي تعكف على دراستها اللجنة الدائمة للبرامج، مضيفاً أن النقاش ما يزال متواصلاً داخلها إلى الآن بعدما انطلقت منذ ثلاث أشهر استشارة واسعة مع مختلف الفاعلين التربويين على المستوى المركزي والجهوي والمحلي. ووصف المالكي مادة التربية الإسلامية التي وردت في سؤال الفريق المذكور ب مادة تتعلق بهوية المغاربة، بعدما ذكر النائب البرلماني الأمين بوخبزة في تساؤله أن بعض المقترحات التي تمخضت عن يوم دراسي نظمته وزارة التربية الوطنية تشير بحذف حصص من بعض المواد كالتربية الإسلامية والفلسفة وتقليص شعب بأكملها إلى مجرد مواد كشعبتي التوثيق والثقافة الفنية، وختم السؤال بالاستفسار عن المنهجية المعتمدة لدى الوزارة في وضع ومراجعة المناهج والبرامج. وجاء في الجواب المكتوب للمالكي (والذي آرسل للصحافة وهو مختلف عن جوابه الشفوي) أن وضع المناهج والبرامج ومراجعتها تتم بتحديد مسالك واختيارات ومواد وحصص سلك الباكلوريا، وأن اللجنة الدائمة تستشير مختلف الفاعلين التربويين، بالإضافة إلى التنسيق مع قطاع التعليم العالي وفق سلسلة من المراحل، أهمها مرحلة هندسة المسالك والاختيارات، ومرحلة وضع المواد والحصص الأسبوعية. بيد أن تطمينات المسؤول الحكومي لم تمنع النائب البرلماني عبد الكريم الهويشري عن الفريق ذاته من التعبير عن بعض الانتقادات لعمل اللجنة الدائمة، إذ رأى أنه كان الأولى اعتماد ما جاء في الكتاب الأبيض الذي ساهم فيه أزيد من 5000 خبير، عوض القيام باستشارات جديدة، كما أبدى المتحدث نفسه تخوفه من أن يقع تراجع بعد ما تكون اللجنة قد أنهت عملها، مستدلاً على ذلك بما حدث مع لجنة سابقة تسمى لجنة المصادقة التي صادقت على بعض الكتب منها كتب للتربية الإسلامية، إلا أنه جرى مراجعة بعض مضامينها بعدما صدرت في السوق فحذفت آيات بكاملها منها قوله تعالى: وليضربن بخمورهن على جيوبهن بدعوى تلافي التشدد في اللباس على حد ما قاله الوزير المالكي في لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب. تعقيب النائب أغضب الوزير الاتحادي، فقال إنني لست دغمائياً فالكتاب الأبيض وحتى الميثاق الوطني للتربية والتكوين ليسا قرآناً منزلاً، وأضاف بلغة عصبية لا حق لأحد أن يشكك في عمل اللجنة الدائمة للبرامج، وإن المزايدة على بعض المواد لا تخدم هذه الأخيرة في حد ذاتها. محمد بنكاسم