نظم أيام الجمعة والسبت 16 و 17 أبريل 2010 الدورة الربيعية للمجلس العلمي الأعلى بالمدرسة القرآنية التابعة لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء. وناقشت الدورة مدى يومين ملفات ساخنة تتعلق بالإعلام والتعليم والتحديات التي تواجه تدين المغاربة إلى جانب قضايا أخرى. ووفقا لمصادر "التجديد" فإن علماء المملكة سيناقشون خلال هذه الدورة الخطوات الممكن القيام بها لتعبئة العلماء من أجل مواجهة التحديات التي تهدد تدين المغاربة؛ وعلى رأسها التنصير والتشيع والانحرافات الأخلاقية، وذلك أياما على رفع سبعة آلاف عالم رسالة إلى الملك محمد السادس يثمنون فيها خطوات السلطات المحلية بطرد عدد من المنصرين الذين استهدفوا أطفالا مغاربة في قرية عين اللوح. وأضافت ذات المصادر أن العلماء سيناقشون في جلسات مغلقة الإجراءات المفروض تفعيلها من أجل تفادي ما من شأنه أن يشوش على أداء المؤسسات العلمية والدينية، وذلك بالسعي لإيجاد انسجام تام بين مكونات الشأن الديني والمؤسسات القائمة على رعايته حتى تكون في مستوى التحديات الكبرى. هذا وسيكون الإعلام محورا رئيسيا في جدول أعمال هذه الدورة، وسيناقش العلماء إصدار مجلة القبس، وهي فصلية ستعنى بتناول قضايا ومواضيع أكاديمية، إلى جانب مقترح مشروع إعلامي جديد يكون عبارة عن جريدة ورقية تهتم بتغطية أنشطة المجالس العلمية المحلية ومتابعة كل ما يتعلق بالشأن الديني. وفي موضوع التعليم الإسلامي، أوضحت ذات المصادر أن المشاركين في اجتماع اليوم سيعكفون على مناقشة التحديات والعراقيل التي يواجهها هذا النوع من التعليم، ووضع استرتيجية كفيلة بالدفع بالتعليم الديني (التعليم العتيق، شعب الدراسات الإسلامية، القرويين..) ليؤدي دوره في تخريج علماء ذوي تكوين رصين ويحملون كتاب الله، وقادرين على الحفاظ على مقومات الأمة وثوابتها، ويستجيبون لحاجيات الشأن الديني، وأيضا قادرين يضيف مصدرنا على حماية المغاربة من الفتن الداخلية والخارجية؛ لأنه بضعف هذه المؤسسات وعدم قدرتها على تخريج علماء أكفاء سيجد التنصير والتشيع وكذا الغلو والتطرف تربة صالحة للتأثير على المواطنين. وكان موضوع التعليم الديني، وبالخصوص جامعة القرويين باعتبارها معلمة علمية مغربية تاريخية، موضوع سؤال شفوي بمجلس النواب يوم الأربعاء 14 ابريل2010، إذ استفسر الفريق الاستقلالي عن التهميش الذي تعاني منه الجامعة التي كانت رائدة في تخريج العلماء وحماية القيم والثوابت المغربية. من جهته أكد وزير التربية والتعليم العالي أحمد اخشيشن أن وزارته تولي اهتماما خاصا للقرويين، وأنه تم إدراجها ضمن البرنامج الاستعجالي، وهي بذلك ستظل تحت إشراف وزارة التعليم على عكس ما راج من أنباء تقول إنها ستصبح تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأضاف الوزير أن الوزارة رصدت 100 مليون درهم لإصلاح الجامعة، إذ خصصت مشاريع لتعزيز مكانتها بين الجامعات الوطنية.