سلطت الأضواء مجددا على مسجد سيدي امبارك بمدينة سبتةالمحتلة بعدما نشرت إحدى وسائل الإعلام المحلية مقالا تضمن اتهامات لإمام المسجد الذي عينته المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية خلفا للإمام السابق أحمد اليزيد الذي كان قد قدم استقالته في وقت سابق وتراجع عنها، مما أثار الفرقة والخلاف بين المصلين، إذ تشبثت كل جماعة بإمامها، وهو الخلاف الذي أسهم الحزب الشعبي الذي يحكم المدينة في تأجيجه. هذا واتهمت صحيفة محلية إمام مسجد سيدي امبارك بأنه صرح خلال صلاة الجمعة الماضية من فوق المنبر بأن المدينة ترزح تحت الاحتلال الإسباني، وأنه توجه إلى الله بالدعاء لمساعدة المغرب على استعادة المدينة بقيادة أمير المؤمنين. وأشارت الصحيفة إلى أن مصادرها قالت إن المصلين لم يفهموا جميعهم هذه الرسالة التي كانت باللغة العربية الفصحى؛ في حين أن أغلبهم لا يعرف سوى الدارجة. هذه الادعاءات أثارت غضب بعض المسؤولين عن الشأن الديني، إذ نفى رئيس المجلس الديني لونا بلانكا كل ما نشر، مؤكدا في تصريح لصحيفة إلبويبلو دي سوتا بالقول: أبدا لم يقل الإمام في خطبة الجمعة الماضية إن سبتة ينبغي أن تعود إلى المغرب، ووصف محمد مصطفى عبد السلام، رئيس المجلس، هذه الادعاءات بأنها كذبة سافرة لمصالح خبيثة، وأضاف كذلك: أقول لأولئك الذين لا يعرفون أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية تحظر على الأئمة، سواء أولئك المتواجدين في المغرب أو الذين يمارسون الإمامة في دول أخرى، تناول قضايا ذات طابع سياسي في خطب الجمعة، وفي هذا الأمر لا يوجد أي استثناء. من جانبه، أظهر مجلس إدارة مسجد سيدي امبارك استياءه، مشيرا إلى أنه سيعلن رأيه بشأن ما حدث خلال الساعات القليلة المقبلة. ويرى مراقبون أن هذه الاتهامات الجديدة التي نشرتها صحيفة محلية هي جزء من مخطط الحزب الشعبي الإسباني الذي يحكم المدينة منذ 40 سنة، والذي يتحرك على كل المستويات من أجل فك الارتباط الديني لسبتة بالمغرب، وهو المخطط الذي استنفر رئيس الحزب الشعبي السابق بمدينة سبتةالمحتلة بيدرو غورديو كل الوسائل لتنفيذه وفرضه على أرض الواقع، وإذا كان غورديو الذي عمل في بداية مشواره قسا بكنيسة سانطا طيريزا ثم بكنيسة ريميدوس، والمعروف بمواقفه العدائية الصريحة ضد المغرب ودعمه للجماعات الإسلامية المعادية للمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، قد ترك منصبه بعد فضيحة جنسية اضطرته إلى الاستقالة، فإن خلفه العمدة خوان فيفاس يمضي على خطاه. وتجدر الإشارة إلى أن الحزب الشعبي في سبتةالمحتلة يدعم ماديا ومعنويا بعض المناوئين لتسيير المغرب الشأن الديني للمدينة كما هو الحال منذ خمسة قرون، إذ يعمل على تقويه تواجدهم في المناسبات الدينية ويدعم أنشطتهم لعزل المدينة السليبة عن المغرب.