رفض المغرب مجداد وبشكل قاطع خيار الاستفتاء من أجل التوصل إلى حل للنزاع حول الصحراء مع جبهة البوليساريو، مؤكدا أن الحل السياسي الحقيقي الممكن هو الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية. في الوقت الذي أكد كريستوفر روس، المبعوث الأممي الذي أنهى زيارته للمغرب وغادره إلى مخيمات تندوف يوم السبت 20 مارس 2010، أن حسن نيّة الأطراف هي التي ستمكن من حل نزاع الصحراء. ويضع الموقف المغربي الحاسم جبهة البوليساريو في موقع حرج، خاصة وأن القوى الدولية الكبرى تدعم الحكم الذاتي، مما يهدد البوليساريو بتفويت الفرصة على التوصل إلى حل سياسي توافقي ونهائي للنزاع. هذا، وأعلنت البوليساريو، في خطوة مستفزة للمغرب تعد الثالثة في من نوعها، عن زيارة 11 شخصا من انفصالي الداخل إلى تندوف، يوم السبت 20 مارس 2010 ، تزعم أنهم حقوقيون، بينما تكشف البورتريهات التي نشرها موقع إخباري أن غالبية أعضاء الوفد نساء وطلبة. وكانت الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة قد جرى خلالها مناقشة الطرفين، المغرب والبوليساريو، لمقترحات الطرف الآخر، وهو ما حاولت استغلاله البوليساريو للقول إن المغرب تراجع عن موقفه القاضي بالتشبث بالحكم الذاتي كخيار ومقترح وحيد، جدي وذي مصداقية، قابل للتفاوض. وأكد وزير الخارجية والتعاون، الطيب الفاسي الفهري، أن الخيار الاتراضي للاستقلال قد تم استبعاده نهائيا، مؤكدا أن مبادرة الحكم الذاتي توفر صيغة مرنة وديمقراطية من أجل الوصول إلى حل نهائي للنزاع، مبرزا أنه لا بد من التوصل إلى حل مقبول من الأطراف طبقا لمنطق التوافق أي طريق ثالث يفضي إلى تطبيق تقرير المصير كمبدأ عام لكن بواقعية وبشكل متنوع وحديث.