تنطلق يوم السبت 6 مارس 2010 أشغال أول قمة بين المغرب والاتحاد الأوربي بعد حصول المملكة المغربية على الوضع المتقدم سنة ,2008 وسيمثل المغرب في هذه القمة الوزير الأول عباس الفاسي الذي سيكون مرفوقا بوزير الخارجية ووزير الاقتصاد والمالية ووزير الفلاحة والصيد البحري ووزير التربية الوطنية والتعليم العالي ووزير الصناعة ووزير التجارة والتكنولوجيا الحديثة والتجارة الخارجية. وعلى الجانب الآخر سيحضر رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ورئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل دوراو باروسو والمفوضة التجارية كارين دي غوشت والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار ستيفان فيولى. ووصف الدكتور سعد الدين العثماني، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الإسبانية بمجلس النواب، القمة المغربية الأوربية المقرر عقدها بغرناطة نهاية هذا الأسبوع بكونها لحظة مهمة ولها دلالة سياسية كبيرة، خاصة وأن الجميع يعترف بأن المغرب قام بخطوات مهمة على مستوى الإصلاحات السياسية وعلى مستوى العلاقات مع الاتحاد الأوربي. ورجح العثماني في تصريح لالتجديد أن تناقش القمة خلال يومين أربعة من الملفات التي قال إنها هامة وحساسة، أولها ملف الإرهاب في ظل الاختطافات التي تعرض لها في الآونة الأخيرة رعايا أوربيون في الصحراء شمال موريتانيا، إذ أبدى المغرب تعاونا مهما على المستوى الأمني، ويضيف العثماني أن الاتحاد الأوربي يعول على تعزيز هذا التعاون الأمني والسياسي مع المغرب لمواجهة تحديات الإرهاب في المنطقة. أما الملف الثاني - يقول العثماني- فهو تداعيات الأزمة في المنطقة، فالاتحاد الأوربي ما زال يعول على تعزيز التعاون مع دول الجنوب عموما، وخاصة مع المغرب، إذ يصرح جميع الأطراف بوجود نية في توسيع اتفاقية التبادل الحر مع المغرب، ويتعلق الملف الثالث بوضعية المغاربة في أوربا الذين يتسعون كما وكيفا وتأثيرا؛ سياسيا واقتصاديا، كما أن هذا الملف يطرح نفسه في ظل التوترات الأخيرة في إسبانيا ذات الطابع العنصري، وأخيرا سيناقش المجتمعون ملف الصحراء المغربية ووضعية اللاجئين في تندوف. وتزامنا مع القمة يشن تحالف يضم جمعيات مدنية ونقابات وأحزابا سياسية صغيرة حملة ضد القمة من خلال تنظيم عدد من الأنشطة الموازية، والتي ستخختم بتظاهرة يوم الأحد، الدكتور سعد العثماني قلل من تأثير هذه الأنشطة لأن مبادرة القمة الأوربية المغربية جاءت بطلب من الاتحاد الأوربي ومن إسبانيا التي ترأس هذه الدورة، والتي أعربت من خلال وزيرها في الخارجية عن أملها في نجاح القمة، أما الأطراف المناوئة للمغرب -يضيف العثماني- فلن يكون لها تأثير إلا على المستوى الإعلامي. من جهتها أوضحت مصادر دبلوماسية إسبانية موقفها من التظاهرات التي ستنظمها جماعات مؤيدة لانفصاليي البوليساريو بموازاة القمة، واعتبرت ذات المصادر أن هذه التظاهرات لا يمكن أن تؤثر على شكل ومحتوى اجتماعات القمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، على اعتبار أن العلاقات بين الجانبين قائمة على أسس متينة وصلبة. ويتوقع ان تناقش القمة وفقا لمصادر إسبانية، الأزمة الاقتصادية العالمية وتغير المناخ، والتكامل الإقليمي في المغرب العربي، وعملية السلام في الشرق الأوسط، والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا، والهجرة والأمن في منطقة الساحل.