عندي استفسار حول حكم الاغتصاب شرعا، والقصة في شخص اغتصب بنت أخيه التي لم تكمل 14 سنة وكان بدون رضاها بداية الأمر، وهو رجل متزوج. وبعد فترة تزوجت البنت وأخبرت زوجها ووعدته بأنها ستنسى الماضي ولكن بعد فترة رجع زوجها وشاهدها مع عمها في فراش الزوجية؟ وتم إخبار الأهل وتم قتل العم من قبل أبناء أخيه35طعنة، وتم كذلك قتل البنت وتطليقها ودخل الأخوين السجن؟ هذه النازلة المؤلمة تضمنت ارتكاب عدة جرائم، فالرجل قد زنى واغتصب ووقع زناه بإحدى أقرب محارمه إليه، وتكرر ذلك منه بعد زواجها، فكل هذه الجرائم فواحش كبرى وظلمات بعضها فوق بعض. كما أن المرأة قد شاركته على الأقل في الجريمة الأخيرة التي يظهر أنها وقعت برضاها وفي فراش زوجها فهي خيانة مضاعفة. أما الحكم الشرعي الأصلي إذا ثبتت هذه الجرائم ثبوتا حقيقيا لا غبار عليه فهو الرجم لكل من الرجل والمرأة، ولكن هذا الرجم لا يقيمه إلا الحاكم والقاضي المختص المنصب لهذه الغاية، ولا يحق للأفراد إيقاع عقوبة على أحد من تلقاء أنفسهم، ولكن بعد الذي وقع وهو قيامهم بقتل الرجل والمرأة فيبقى حكمهم جميعا إلى الله يعاقب من شاء بما شاء ويغفر لمن شاء إن شاء. أعيش حاليا مع فتاة فرنسية خارج إطار العلاقة الزوجية. مشكلتنا هي حول الأبناء فهي مطلقة ولديها بنت في السابعة من عمرها، ويأكلون لحم الخنزير، وقالت لي بأن ابننا لن نمنعه عن أكله إن أراده وإننا لن نفرق بين ابنتي وابننا! فأنا لن أعارضه إن أراد أن يكون مسلما! وأنت لا تعارضه إن أراد أن يكون مسيحيا! لم أكن راضيا على اقتراحها هذا علما أنني أحبها كثيرا. وأدعو الله أن يهدي قلبها للإسلام رغم أنها مسيحية! فبماذا تنصحوني؟وما الحيلة لإنقاذ علاقتنا علما بأننا نوينا الزواج إن شاء الله؟ سؤالك أيها السائل الكريم يتضمن عدة مشاكل ومخالفات شرعية، فقبل أن نصل إلى لحم الخنزير يجب أن ننظر في العلاقة غير الشرعية التي تقوم بينك وبين هذه المرأة، فهذه العلاقة حرام من أولها إلى آخرها في ليلها ونهارها.. ويجب أولا وقبل كل شيء وضع حد لهذه العلاقة، أو الانتقال منها إلى الحالة الشرعية وهي الزواج الشرعي بنيته وشروطه. فإذا عزمتما على الانتقال إلى العلاقة الشرعية والزواج الشرعي، فيجب توقيف العلاقة وقطعها فترة من الزمن لكي تستبرئ المرأة من آثار العلاقة الجنسية غير الشرعية، ثم بعدها ينعقد الزواج وتبدءان حياة زوجية شرعية وإلا فليس هناك بينكما إلا حرام في حرام. من ناحية أخرى لا يجوز لمسلم أن يتزوج امرأة تشترط عليه إعطاء الحرية للأبناء ليكونوا مسلمين أو غير مسلمين.. فهذا معناه رضا المسلم بأن ينجب ولدا قد يكون غير مسلم، وهذا لا يجوز أبدا. بل يجب هو عليه أن يشترط مسبقا تنشئة الأبناء على الإسلام وإلا فليترك هذا الزواج. والله أعلم . الدكتور أحمد الريسوني