في أي إطار يأتي تنظيم الملتقى العلمي حول الأنواع الحية المهددة بالانقراض؟ يأتي تنظيم هذا الملتقى في إطار احتفال بالسنة الدولية للتنوع البيولوجي، إذ أعلنت الأممالمتحدة سنة 2010 سنة لتنظيم العديد من الملتقيات في الموضوع في عدد من بلدان العالم، كما يأتي لإشراك وتحسيس المجتمع بما فيه المجتمع المدرسي بأهمية الحفاظ على هذا التنوع، والذي لا يخفى على كل متتبع أهميته في الحياة اليومية للإنسان وجميع المخلوقات. ويتزامن هذا التنظيم أيضا مع انطلاق الاستشارات الجهوية التي تنظم في المغرب حول الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، وقد ارتأينا في متحف التاريخ الطبيعي بمراكش بشراكة مع كلية العلوم السملالية ومشاركة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني والمعهد الثقافي الفرنسي بمراكش والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة والمديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أن ننظم هذا الملتقى الذي يشمل مجموعة من المحاضرات يلقيها خصوصا أساتذة العلوم الطبيعية حول موضوع التنوع البيولوجي، وإظهار بعض البحوث التي يقومون بها لأساتذة جامعة القاضي عياض على الخصوص وكل الأساتذة الجامعيين في المغرب على العموم، وكذلك تحسيس الوسط المدرسي وتعميم المعرفة، بإلقاء 9 محاضرات في الثانويات حول الموضوع ذاته بما فيها التنوع البيولوجي في البحار وفي الغابة وفي السهول وفي المنتزه الوطني لتوبقال، كما ستلقى محاضرة في بحيرة لالاتكركوست وأخرى حول التنوع البيولوجي في المياه الجوفية. ماهي الوضعية الآن في المغرب بخصوص هذا الموضوع؟ لقد أخذت الوضعية الحالية للتنوع البيولوجي حيزا مهما في الأبحاث الجامعية، ولكن تلك الأبحاث تبقى حبيسة الرفوف في الجامعات وفي المعاهد، ولا ينتفع بها كأدوات بيداغوجية مهمة للتعليم في المدارس والثانويات، وحتى في الجامعات، والتي تستعمل فيها نماذج من أوروبا وأمريكا، والأحرى أن تؤخذ المعلومات والنماذج من الواقع المغربي والبحوث المغربية التي يقدمها مغاربة، ويتم إدماجها في المناهج التربوية، إضافة إلى ذلك هناك تقصير في المحافظة على التنوع البيولوجي، الذي يصادف مجموعة من العوائق والإكراهات، مثل التغيرات المناخية والتلوث وزحف العمران على المحيط البيئي، مما يجعل العديد من الأنواع الحية مهددة بالانقراض. إذن ماذا يجب الإسراع بفعله للحد من كل هذه الأخطار؟ يجب أولا أن نعير الاهتمام للبحث العلمي في اتجاه الحفاظ والعناية بالموروث البيولوجي المغربي، وللأسف لا نتوفر لحد الآن على لائحة وطنية للأنواع الحية المهددة بالانقراض في المغرب، وهذه كانت من بين التوصيات التي قدمها المتحف في المشاورات الجهوية حول الميثاق. كما يمكن استثمار مجموعة من الأنواع النادرة الطبيعية في تنمية المناطق الجبلية والشاطئية، وأقول لك إن هناك مجموعة من الحيوانات المائية التي تعطينا معلومات حول تلوث الماء، ووجودها مؤشر حول عدم تلوث الماء، وهو نظيف وصالح للاستعمال اليومي للساكنة خاصة في البوادي والقرى، والقضاء عليها يعتبر إشكالية خطيرة، وهناك أنواع نباتية وعطرية يتم اجتثاثها بطريقة عشوائية وغير مدروسة.