على إثر الفيضانات التي شهدها عدد من المواقع على صعيد جماعتي ماسة وسيدي وساي يومي الخميس والجمعة الماضيين، قام أعضاء المكتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بماسة رفقة الكاتب الجهوي للحزب والنائب البرلماني عبد الجبار القسطلاني بزيارات ميدانية لعدد من المناطق التي شملتها الفيضانات للوقوف على معاناة الساكنة المحلية، وما تقاسيه من مشاكل جراء الفيضانات القوية والجارفة لوادي ماسة، والتي فرضت عزلة تامة على دواوير الضفة الغربية للوادي، ودمرت أجزاء من المنازل المحادية للمنطقة الزراعية التي غمرتها السيول كاملة، كما تضررت بشكل كبير الشبكة الطرقية بالجماعتين. في هذا الإطار، أجرى النائب البرلماني اتصالات مع مختلف المسؤولين الإقليميين والجهويين للتدخل العاجل من أجل التخفيف من الآثار السلبية لهذه الكارثة. هذا، واستنكر المكتب المحلي للحزب غياب إعلام الساكنة المحلية في الوقت المناسب بفيضان وادي ماسة، وعدم الاستجابة للمطالبات المتكررة بإزاحة الرمال المتراكمة في مصب وادي ماسة. مطالبا كل الجهات المعنية بتوفير ظروف مناسبة لإيواء الأسر المتضررة وتزويدها بالحاجيات الضرورية للعيش الكريم، فضلا عن إمداد ساكنة الدواوير المعزولة بالمؤونة اللازمة، وتقديم تعويضات عاجلة للفلاحين عن الخسائر الفادحة التي تكبدوها (تلف المنتوجات الفلاحية وغرق المواشي وامتلاء الحقول بالأتربة والأوحال...)، وكذا توفير المواد والأعلاف للفلاحين وتمكينهم من الاستفادة منها، ودعا الحزب في بيان له توصلت التجديد بنسخة منه، إلى صيانة الطرق المؤدية إلى الجماعتين وتوفير الاعتمادات اللازمة لصيانة الشبكة الطرقية بهما، والتي تضررت بشكل كبير، فضلا عن اتخاذ التدابير الوقائية لحماية ماسة وساكنتها من هذه الفيضانات، وإيجاد حل عاجل لمشكل المنازل والجدران الآيلة للسقوط حفاظا على سلامة وأمن الساكنة من الأضرار والمخاطر المتوقعة، إضافة إلى التقييم الفوري لحجم الضرر الذي لحق بالمؤسسات التعليمية، وإيجاد حل لمشكل تعليق الدراسة بالمناطق والدواوير المعزولة، ومشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة التي تعاني منها الساكنة. المكتب المحلي دعا المجلس الإقليمي لشتوكة أيت باها كذلك لعقد دورة استثنائية لمدارسة الوضع والتدخل العاجل للتخفيف من الآثار السلبية الناجمة عن الكارثة. ودعا الجماعتين ماسة وسيدي وساي والسلطات المحلية إلى مزيد من اليقظة والتعبئة اللازمتين لكل إمكاناتها المادية والبشرية لإيجاد الحلول الناجعة والدائمة للمشاكل التي تعاني منها الساكنة المحلية. من جانب آخر، ثمن الجهود التضامنية المبذولة من قبل الساكنة المحلية وكذا جهود الجماعة والسلطة المحلية. يذكر أن فيضانات ماسة حدثت بالخصوص نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة طيلة أيام الأربعاء والخميس والجمعة الماضية، وهو ما نتج عنه امتلاء سد يوسف بن تاشفين إلى حد 103 في المائة، مما دفع الجهات المعنية إلى إطلاق مياهه دون سابق إعلام لساكنة المنطقة، وكان من نتائج ذلك غرق حوالي 600 رأس من الأبقار، وإتلاف المنتوجات الفلاحية وامتلاء الحقول بالأتربة والأوحال، وتضرر الشبكة الطرقية، وتسرب المياه إلى المنازل والمحلات المتاخمة للوادي، وهو ما جعل عددا من المناطق تعيش عزلة تامة، وأعلن أهلها أنها منكوبة في انتظار من يزيل عنها جزءا من المعاناة، وهو الانتظار الذي كلما ازداد تزداد معه صيحات الاستنكار والنجدة لعلها تجد آذانا تلبي بعضا من مطالبها، وقد يبقى الحال على ما هو عليه إلى أجل غير مسمى.