أعادت فصول مجزرة البيضاء البشعة التي اقترفها مدمن للمخدرات في حق والدته، وشقيقته الحامل في شهرها التاسع، وابنها، وزوجها، بواسطة ساطور، هشم به رؤوسهم، داخل شقة أخته الضحية سيناريو الرعب الذي صارت تعيش على إيقاعه العديد من الأسر المغربية. وحسب شهادة والد المتهم، فهذا الأخير من ذوي السوابق العدلية في حق الأصول، وسبق أن قضى 8 أشهر، بتهمة الاعتداء على والدته، كما كان يتشاجر باستمرار مع شقيقاته ووالدته. ومن جهة أخرى، تعيش أسرة المتهم تفككا عائليا منذ حوالي 30 سنة، إذ يعيش الأب أحمد ب حي الركبوت بسيدي مومن، فيما الأم تتنقل بين بناتها، وهو ما أكده والد المتهم، الذي لم ينفي إدمان ابنه على المخدرات وشرب الخمر، وغير بعيد من مسرح هذه الجريمة وفي نفس اليوم، كانت جريمة أخرى قد وقعت، حيث لفظ شاب أنفاسه بعد تلقيه طعنة قاتلة بالسلاح الأبيض على يد صديقه بعد جلسة خمرية جمعتهما. هذه الحرائم وغيرها، تعيد إلى الواجهة الكثير من الأفعال الإجرامية التي تتصاعد وثيرتها بشكل ملفت للنظر بمختلف مدن المملكة...جرائم تتقاطع أسبابها غالبا حسب إحصائيات رسمية في التعاطي مع الخمر والمخدرات. وبلغة الأرقام، أكدت إحصائيات أمنية لسنة 2007 أن جرائم القوانين الخاصة والمتعلقة أساسا ب(الاتجار في المخدرات، استهلاك المخدرات، السكر العلني، بيع الخمور بدون ترخيص، الهجرة السرية) تحتل أكبر نسبة في عدد المعتقلين(18836 معتقلا يبلغ أكثر من 20 سنة)، الشيئ ذاته بالنسبة للمعتقلين الأحداث، حيث شكل المعتقلون على خلفية الجرائم المرتكبة بسبب الخمور والسكر العلني أكبر عدد(1943 معتقلا). ملف اليوم يسلط الضوء علي الظاهرة وعلى خريطة الأرقام المخيفة ، كما يعرض رأي أخصائيين في علم الإجرام والمقاربة الدينية.