تلوح بوادر ازمة بين الرياض وواشنطن اثر ابلاغ السلطات الامريكية الخطوط السعودية وهيئة الطيران السعودي بقرارات جديدة تتعلق بتشديد الاجراءات الامنية التي ينبغي تطبيقها على المسافرين السعوديين القادمين الى الولاياتالمتحدة، والتي ستشمل 14 دولة أخرى. وأبدى مسؤولون سعوديون انزعاجهم مما تسببه هذه الاجراءات من انتهاك للخصوصية ومساس بكرامة الركاب. وتجيء هذه الاجراءات في اعقاب محاولة النيجيري عمر الفاروق تفجير طائرة امريكية عشية اعياد الميلاد بعد ان خبأ جهازا تفجيريا في ملابسه الداخلية. وتشمل الاجراءات مرور المسافر عبر بوابة خاصة يتم فيها تصويره عاريا تماما من ملابسه للتأكد من عدم اخفائه اي مواد ممنوعة، كما تسمح لضباط الامن في المطار باخضاع اي شخص يشتبهون فيه او يتم اختياره بشكل عشوائي للخضوع الى تفتيش ذاتي في مكان مخصص لذلك، ومن الممكن ان يشمل التفتيش الاماكن الحساسة في جسمه بدقة ودون اي قيود ودون الحاجة الى تقديم اي تفسير او اعتذار. وقد يخضع المسافر الى جلسات استجواب من قبل مسؤولين امنيين قبل دخول الطائرة، يكون خلالها تحت التحفظ ولا يسمح له باجراء اتصالات هاتفية او طلب مساعدة قانونية. اما داخل الطائرة فسيكون محظورا على الركاب دخول دورة المياه في الساعة الاخيرة من الرحلة، كما يحظر خلالها تغطية الوجه والايدي التي يجب ان تبقى تحت نظر المضيفين. وسيتم فرض قيود على استخدام الخريطة المتحركة، وسيمنع قائد الطائرة ومساعدوه من تقديم اي معلومات حول الموقع الجغرافي الذي تمر فيه الطائرة، او معالم المدن الامريكية التي تمر عبرها الرحلة. وستزداد الاجراءات صرامة في حال وقوف الطائرة ترانزيت قبل توجهها للولايات المتحدة اذ سيحظر على الركاب فتح كابينة الحقائب التي سيتم اغلاقها وختمها حتى لا تفتح قبل الوصول، على ان يخضع الركاب للمراقبة بشكل متواصل من خلال كاميرات صغيرة مثبتة داخل الطائرة. ولن يسمح للركاب الا بحقيبة واحدة صغيرة داخل الطائرة، على الا تحتوي اي سوائل من اي نوع. ولم يستبعد مراقبون ان تؤدي الاجراءات الجديدة الى ازمة سياسية خاصة بعد صدور فتوى تحرم انكشاف عورات المسافرين حتى اذا كان ذلك لاسباب امنية. وتوقعت مصادر ان يتم توسيع الاجراءات الامنية ليتم تطبيقها في عدد من المطارات الاوروبية والعربية بضغوط امريكية.