أكد علماء آثار صهاينة أنه لا يوجد أثر يهودي واحد في القدس رغم السنوات التي قضتها السلطات الصهيونية في البحث عن آثار يهودية في المدينةالمحتلة من خلال عمليات الحفر في جنبات المدينة لإثبات يهوديتها. ونقلت مجلة "تايم" الأمريكية في عددها الصادر يوم الإثنين (1-2)، عن خبراء وعلماء صهاينة أن الهدف من الحفريات هو تهجير الفلسطينيين من المدينة المقدسة. ونقلت عن "رافاييل غرينبرغ" -وهو محاضر في "جامعة تل أبيب" (تل الربيع)- قوله: "علميًّا.. من المفترض أنك واجدٌ شيئًا إذا ما استمررت في الحفر لمدة ستة أسابيع، إلا أنهم في مدينة داوود (حي سلوان بالقدس) يقومون بالحفر دون توقف منذ عامين دون أن يحصلوا على نتائج مُرْضية". وذكرت المجلة أنه في غضون السنوات الأربع الماضية سيطرت على حركة الحفريات في المدينة منظماتٌ يهوديةٌ يمينيةٌ متطرفةٌ؛ من بينها "جمعية إيلعاد" التي تعمل أيضًا في مجال "الاستيطان"، و"مؤسسة عير ديفيد"، وتركز هذه المؤسِّسات جهودها في حي سلوان العربي، والمُدرج في الكتيبات السياحية الصهيونية باسم "مدينة داوود". من جانبه قال البروفيسور "إسرائيل فنكلشتاين"، وهو عالم آثار ب"جامعة تل أبيب" (تل الربيع): "هؤلاء الناس (من يقومون بالحفريات في القدس) يحاولون خلط الدين بالعلم". وأضاف قائلاً: "إن "إيلعاد" عثرت على لقيات أثرية تعود إلى القرن التاسع عشر، إلا أنها لم تعثر على قطعة واحدة من (قصر النبي داوود)". وهو ما وافقه عليه البروفيسور "يوني مزراحي"، وهو عالم آثار مستقل عمل سابقًا مع "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، قائلاً: "إن "إيلعاد" لم تعثر حتى على لافتة مكتوب عليها "مرحبًا بكم في قصر داوود"، رغم أن الموقف كان محسومًًا لديها في هذا الشأن، كما لو أنها تعتمد على نصوص مقدسة لإرشادها في عملها". واستطرد "مزراحي" في انتقاده عمليات الحفر قائلاً: "إنهم (في الحفريات) يركزون فقط على بُعد واحد (في تاريخ المدينة المتعددة الثقافات)، وهو البُعد اليهودي". ولفتت المجلة إلى أن "(إسرائيل) أقامت عددًا من المواقع السياحية والحدائق في المدينةالمحتلة التي يؤمها حوالي 400 ألف سائح سنويًّا؛ معظمهم من جنود جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وأطفال المدارس". وجاء في المجلة: "وفي الإطار ذاته يعتقد خبراء أن الهدف الرئيس من وراء أنشطة الحفريات هو دفع الفلسطينيين إلى الخروج من المدينة المقدسة، وتوسيع المغتصبات اليهودية فيها؛ فقد أكد "غرينبرغ" أن ما تقوم به "المنظمة الإسرائيلية" هو (استخدام علم الآثار بشكلٍ مُخِلٍّ يهدف إلى طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في سلوان وتحويله إلى مكان يهودي)". وحسب المجلة الأمريكية فإن الهدف من وراء أنشطة "منظمة إيلعاد" هو "تحويل الأرض من أيدي الفلسطينيين إلى أيدي اليهود". أما "إريك مايرز" -وهو أستاذ للدراسات اليهودية وعلم الآثار في "جامعة دُوك" الأمريكية- فقال: "إن ما تقوم به "إيلعاد" هو لون من ألوان السرقة". وفي هذا الصدد أشارت المجلة الأمريكية إلى أن الحكومة الصهيونية سلَّمت ممتلكاتها في حي سلوان للمغتصبين اليهود، وتدعم حاليًّا عمليات شراء اليهود لمنازل العرب في الحي عن طريق وسطاء. وقالت: "يوجد حاليًّا حوالي 500 "مستوطن" يهودي مدججين بالسلاح، وخصوصًا "رشاش أوزي الإسرائيلي" الشهير، في الحي العربي، ويعيشون وسط أكثر من 14 ألف عربي". وحذر المحامي "دانييل سايدمان" -وهو من منظمة "عير عميم" التي تعمل في مجال الحقوق المدنية- من أن أهداف "جمعية إيلعاد" تتجاوز حدود حي سلوان، وقال: "إن الممارسات الاستفزازية المستمرة من جانب جماعات "المستوطنين" في القدس من شأنها أن تحوِّل المدينة إلى برميل بارود من الاضطرابات الدينية". وقال: "إن هذا من شأنه تحويل الصراع السياسي (حول فلسطين) إلى حرب دينية مستعصية على الحل". وأشار إلى أن "الحكومة الصهيونية بدأت منذ منتصف عام 2008 سرًّا وبقوةٍ، توسيع سيطرة "المستوطنين" على سلوان ومحيط البلدة القديمة التاريخية التي احتلتها "إسرائيل" في حرب يونيو (حزيران) 1967م، وضمَّتها فيما بعد، في خطوةٍ لم يعترف بها المجتمع الدولي ولا (الأممالمتحدة)". وتابعت مجلة "تايم" قائلة: "لقد تبنَّت "إسرائيل" منذ ذلك الحين سلسلة من الإجراءات القمعية لإجبار الفلسطينيين على الخروج من المدينة؛ بما في ذلك هدم المنازل بصورةٍ منهجيةٍ؛ حيث أصدرت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" في عام 2009م وحده أوامر هدمٍ لأكثر من 88 منزلاً في المدينة؛ تضم 1500 مواطن عربي، وقد صدر مؤخرًا تقريرٌ ل"الأممالمتحدة" حذرت فيه المنظمة الدولية من أن الآلاف من المنازل الفلسطينية في القدس تواجه خطر الهدم الجماعي من جانب (إسرائيل)".